السلسلة الكوميدية “الحاج الطاهر” تفتح لجليلة التلمسي آفاقا جديدة في المشهد الدرامي

تخطو الفنانة المغربية جليلة التلمسي بثبات نحو ترسيخ مكانتها على الساحة الفنية، من خلال مشاركتها في عمل تلفزيوني جديد يحمل عنوان “الحاج الطاهر”، الذي تُشرف على إخراجه لميس خيرات. هذا المشروع الكوميدي، الذي يتألف من ثلاثين حلقة، تنتجه شركة “إيماج فاكتوري” ويُعرض على القناة الأولى، ضمن خطوة تهدف إلى تقديم محتوى تلفزيوني بطابع اجتماعي خفيف.
في هذا السياق، تؤدي جليلة التلمسي دورا رئيسيا وسط طاقم فني يجمع نخبة من الأسماء المعروفة، من بينهم كمال الكاظمي، وسحر الصديقي، ومونية لمكيمل، وأيوب أبو النصر، ويسري المراكشي، ورشيد رفيق. ويشكل هذا التنوع في الأدوار تركيبة درامية غنية تدعم الحكاية وتُضفي عليها حيوية خاصة.
تدور أحداث السلسلة في قالب كوميدي اجتماعي، حيث تتابع القصة مسار الأب الحاج الطاهر، الذي يواجه تحولات مفاجئة في وضعه المادي والاجتماعي، بعد أن تحقق ابنتاه إنجازات بارزة. ومع ذلك، يظل متمسكا بطبيعته المتواضعة، ما يفتح المجال لتقديم مواقف طريفة ومؤثرة في الوقت ذاته، تلامس الواقع اليومي وتُعزز من حضور القيم الأسرية.
تُظهر جليلة التلمسي من خلال هذا العمل قدرتها على تقمص أدوار متعددة الأبعاد، إذ تنخرط في مواقف يغلب عليها الطابع الإنساني الممزوج بحس فكاهي راقٍ. وتبرز شخصيتها في عدة مشاهد حوارية ومواقف تفاعلية تتيح لها التعبير عن طيف واسع من المشاعر، مما يعكس نضجا فنيا وتنوعا في الأداء.
وتتميز السلسلة بتقديمها لمضامين تحمل دلالات اجتماعية واضحة، إذ تُسلط الضوء على التغيرات التي تمس علاقات الأفراد داخل الأسرة الواحدة، كما تعكس التباين بين الطموح الشخصي والمحافظة على الجذور البسيطة. هذا التوازن بين الطرافة والواقعية يجعل المتلقي يشعر بالقرب من تفاصيل الشخصيات وأحداث القصة.
يُتوقع أن يشكل “الحاج الطاهر” إضافة نوعية إلى المشهد الكوميدي المغربي، بفضل تماسك العمل بين الإخراج المتقن والأداء الجماعي الذي ينبض بالحيوية. وتُبرِز هذه التجربة الفنية قيمة التعاون بين الطاقات المختلفة، كما تفتح المجال أمام تجديد أساليب الحكي في الأعمال التلفزيونية ذات الطابع الكوميدي.