اهتزت الساحة الفنية المغربية على وقع خبر محزن ومفاجئ، حيث أعلنت مصادر رسمية عن وفاة المنتج الموسيقي مهدي العمراني، المعروف بلقبه الفني «مول العافية». ويُعد الفقيد من الوجوه البارزة التي أثرت بشكل كبير في مجال الراب والإنتاج الموسيقي بالمغرب، حيث ارتبط اسمه بعدد من المشاريع الغنائية التي دعمت جيل الشباب ورافقت مسيرة العديد من فناني هذا اللون الغنائي. وقد ترك رحيله المفاجئ صدمة كبيرة بين الفنانين وجمهور الراب المغربي الذين لم يستوعبوا بعد خبر فقدانه المفاجئ.
وفي تفاصيل الحادثة المؤلمة التي فجعت محبيه، جاء في البيان الرسمي الصادر عن منصة «العافية ميوزيك» على حسابها الرسمي في إنستغرام، أن الراحل توفي بشكل مفاجئ بعد عودته من أداء صلاة الفجر. هذا الإعلان، الذي لم يذكر أي تفاصيل إضافية عن الأسباب المحتملة للوفاة، أكد أن العمراني لم يكن يعاني من أي أمراض معروفة أو مشاكل صحية سابقة، مما جعل نبأ وفاته يزيد من حجم الصدمة في الأوساط الفنية وبين متابعيه الذين أعربوا عن دهشتهم لهذا الرحيل المباغت.
ومن خلال التدوينة المؤثرة التي نشرتها المنصة ذاتها، تم استحضار روح الفقيد بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، حيث جاء فيها: «إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله مهدي العمراني مول العافية، اللهم اغفر له وارحمه وثبته عند السؤال، واجعل مثواه الجنة. ادعوا له بالرحمة». هذه الكلمات التي حملت مشاعر الحزن والأسى جسدت حجم الخسارة التي خلفها غياب العمراني عن الساحة الفنية، والتي لطالما اعتاد جمهوره متابعته ومواكبته للمشاريع الفنية المرتبطة بالراب المغربي.
وقد توافد عدد كبير من نجوم وفناني الراب المغربي لتقديم تعازيهم وتعبيرهم عن الحزن الشديد الذي خلفه رحيل مول العافية، حيث حرص مغني الراب المغربي الشهير طوطو على نشر تدوينة مؤثرة عبر حساباته الرسمية، قال فيها: «رحم الله الفقيد وغفر له… لقد أفنى هذا الشاب وقته كله في خدمة الراب المغربي، وكان يمنح نفس الاحترام والتقدير لكل فنان، من أصغر رابور إلى أكبرهم». وأضاف طوطو في كلماته الصادقة أن مهدي العمراني كان من الداعمين الدائمين لكل المشاريع الفنية التي ترى النور في المغرب، مؤكدا أن بصمته ستبقى محفورة في الذاكرة ولن تُنسى.
وفي إطار مواساة عائلة الراحل وتقديم الدعم المعنوي، حرص عدد من الفنانين الآخرين على التعبير عن مشاعرهم تجاه الفقيد. من بينهم مغني الراب وينزا الذي قدم تعازيه لعائلة الفقيد ولكل فريق «العافية ميوزيك»، كما نشر ميستر كريزي رسالة مؤثرة دعا من خلالها بالرحمة والمغفرة للفقيد وبالصبر والسلوان لعائلته، ولم يتأخر فنانون آخرون في التعبير عن مشاعرهم، من بينهم ديزي دروس ودون بيغ، اللذان عبّرا عن فقدان الساحة الفنية المغربية لأحد أبرز ركائزها في مجال الراب والإنتاج الموسيقي.
وبهذا الحدث المؤلم، يكون الوسط الفني المغربي قد خسر أحد رموزه المخلصة الذين ساهموا في دعم الثقافة الموسيقية الشبابية، وجسدوا برؤية واضحة وإرادة قوية معنى الإبداع والعطاء الفني. لقد رحل مهدي العمراني، لكنه ترك خلفه إرثا موسيقيا وإنسانيا سيظل خالدا بين محبيه وكل من عرفوه من قريب أو بعيد.
1
2
3