لم يكن الفنان الكوميدي المغربي محمد باسو يتوقع أن تقوده موهبته وحبه للفن إلى المشاركة في تجربة سينمائية عالمية ضمن فيلم أمريكي يحمل عنوان “The Lost Princess”. هذا العمل السينمائي المميز يستقي أحداثه من التراث المغربي، وقد شكل محطة هامة في مسار باسو الفني، إذ استطاع من خلال دور بسيط ولكن محوري أن يترك بصمته، ويثير إعجاب الجمهور المغربي بطريقة أدائه وإتقانه للغة الإنجليزية، ما جعله يحظى بإشادة واسعة داخل الأوساط الفنية والجماهيرية.
1
2
3
صداقة شخصية تفتح لباسو أبواب العالمية:
وفي تصريح صحفي، كشف باسو عن كواليس التحاقه بفريق عمل الفيلم، مشيرا إلى أن علاقته الشخصية بالمخرج المغربي هشام حاجي لعبت دورا أساسيا في فتح هذا الباب أمامه. وأوضح أن حاجي، الذي يحاول دائما الترويج لصورة مشرقة عن المغرب في أعماله السينمائية الدولية، تواصل معه وعرض عليه المشاركة في الفيلم الذي استلهم أحداثه من الثقافة المغربية. وقد عبر باسو عن سعادته بهذا الدور، مؤكدا أنه رغم بساطته إلا أن طريقة أدائه أضفت عليه خصوصية لاقت استحسان الجمهور.
شخصية إبراهيم ودورها الحاسم في تحريك أحداث الفيلم:
وخلال نفس التصريح، تحدث باسو عن الدور الذي جسده في الفيلم، موضحا أنه لعب شخصية إبراهيم، المرشد السياحي المنحدر من المنطقة التي تدور بها الأحداث. وأكد أن دوره، وإن كان زمن ظهوره محدودا، إلا أنه يلعب دورا حاسما في حل لغز يقود بطل الفيلم الأمريكي إلى اكتشاف القصبة المهجورة. وأضاف باسو أن هذا النوع من الأدوار يتطلب إتقانا وعمقا في الأداء لإبراز قوة الشخصية رغم قلة المشاهد التي تظهر فيها.
تجربة سينمائية قصيرة لكنها مليئة بالتجارب المهنية:
كما أبرز باسو أن أجواء التصوير التي عاشها خلال يومين من الاشتغال كانت مميزة للغاية، حيث لمس احترافية عالية من قبل طاقم العمل والمخرج هشام حاجي، الذي يمتاز بقدرته الكبيرة على ضبط موقع التصوير وقيادة فريق العمل بكفاءة. وأكد باسو أن هذه التجربة القصيرة أغنته على المستوى الفني وفتح أمامه آفاقا جديدة للتعرف على كيفية اشتغال نجوم هوليوود في أجواء تتسم بالانضباط والاحتراف.
تفاعل الجمهور المغربي مع إتقانه للغة الإنجليزية فاجأه وأثلج صدره:
وفي حديثه عن تفاعل الجمهور مع المشهد الذي ظهر فيه وهو يتحدث الإنجليزية، عبّر باسو عن دهشته من الانتشار الواسع الذي عرفه المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد أنه لم يكن يتوقع هذا التفاعل الكبير، مشيرا إلى أنه كان يفضل انتظار عرض الفيلم بشكل رسمي حتى لا يحرق الأحداث، لكنه تفاجأ بالاهتمام الكبير الذي حظي به المشهد. واعتبر أن أكثر ما أسعده هو أن المغاربة يحبون رؤية أبناء وطنهم متألقين في أعمال عالمية تشرفهم وترفع اسم بلادهم عاليا.
حذر من الوقوع في فخ الصور النمطية وإصرار على التحصيل العلمي:
وفي إطار حديثه عن طموحاته المستقبلية، شدد باسو على ضرورة التريث قبل المشاركة في أي عمل عالمي، مبرزا أهمية قراءة السيناريو بشكل دقيق لتجنب الوقوع في تقديم صور نمطية عن المغاربة أو شعوب شمال إفريقيا. كما سلط الضوء على حرصه الدائم على التكوين الذاتي والتحصيل العلمي، معتبرا أن القراءة والمعرفة هما السلاح الحقيقي الذي يمكن الفنان من مواكبة التحولات ومواجهة التحديات في عالم سريع التطور.
جولة فنية جديدة تشمل المغرب وأوروبا ومناطق الجنوب الشرقي في الصدارة:
واختتم باسو تصريحه بالإعلان عن مشروعه الفني الجديد المتمثل في جولة مسرحية سيقدم خلالها عرضه “أتوت” (À Toute)، والتي ستنطلق في أواخر شهر ماي الجاري وستجوب عددا من المدن المغربية والأوروبية. وأكد أنه حرص على إدراج مدن الجنوب الشرقي ضمن هذه الجولة، رغبة منه في تقديم عروض فنية عالية الجودة لجمهور هذه المناطق، الذي نادرا ما يحظى بفرص متابعة مثل هذه العروض الاحترافية عن قرب.