أثار الممثل المغربي رشيد الوالي جدلاً واسعاً بعد تعبيره عن استيائه من التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، التي وصف فيها المدافعين عن شعار “تازة قبل غزة” بـ”الميكروبات” و”الحمير”. هذا الوصف الذي جاء في سياق رد عبد الإله بنكيران على انتقادات وجهت له من بعض المغاربة، لم يمر مرور الكرام، حيث عبر رشيد الوالي عن رفضه لهذا النوع من الخطاب الذي يعتبره غير لائق وغير محترم.
1
2
3
في تدوينة نشرها عبر حسابه على “انستغرام”، أكد رشيد الوالي أنه ليس سياسياً ولا ينتمي لأي حزب، لكنه كمواطن مغربي يشعر بالحاجة إلى التعبير عن رأيه بشأن هذه التصريحات. وأضاف أنه يفتخر بوطنه وبالقضايا التي تخصه، ويؤمن بأن التعبير عن الرأي حق يجب أن يتمتع به الجميع، ولكن مع احترام الرأي الآخر. هذه التصريحات جعلته يشعر بالحزن، خصوصاً وأنها صدرت عن شخص بحجم عبد الإله بنكيران، الذي كان يشغل منصب رئيس الحكومة سابقاً، ما جعل الكلمات أكثر وقعاً وأثراً في النفوس.
أوضح رشيد الوالي أن عبد الإله بنكيران استخدم أوصافاً جارحة، مثل “الميكروبات” و”الحمير”، لوصف مواطنين مغاربة فقط لأنهم عبروا عن رأيهم بأن “القضية الوطنية تأتي أولاً”. وهو رأي، كما يقول رشيد الوالي، لا يقلل من تضامن هؤلاء مع القضية الفلسطينية أو من دعمهم لها، وهو ما يفعله ملك البلاد من خلال إرسال المساعدات وفتح المستشفيات. وفي هذا السياق، أشار رشيد الوالي إلى أن حتى الأب في زمننا الحالي لا يصف ابنه بهذه الألفاظ، فما بالك بسياسي يتوجه لشعبه بهذا الأسلوب.
وأشار رشيد الوالي إلى أن الشخص الذي تقلد مسؤولية رئاسة الحكومة يجب أن يكون قدوة في الخطاب والسياسة، وأنه لا يمكن له أن يسقط في هذا النوع من الانفعالات أو الشتائم التي تهدم بدلاً من أن تبني. وعبر عن أسفه لأن هذا النوع من الخطاب قد يلوث صورة الأشخاص الذين كان لهم تاريخ سياسي أو اجتماعي محترم، وأوضح أن عبد الإله بنكيران كان له محطات قدّرتها فئة من المغاربة، لكن هذا النوع من التصريحات قد يجعل هذه المحطات تتلاشى في الذاكرة الجمعية بسبب الكلمات الجارحة التي تم إطلاقها.
دعا رشيد الوالي عبد الإله بنكيران إلى أن يتحلى بالحكمة والرصانة في خطابه السياسي، وأن يتجنب الانزلاق إلى هذا النوع من العبارات التي تجرح مشاعر الناس. وأضاف أن الخطاب السياسي يجب أن يعتمد على الرؤية الهادئة والعقلانية، بعيداً عن الانفعالات والشتائم، وأنه إذا كان عبد الإله بنكيران لا يشعر بأنه قادر على تقديم خطاب محترم، فيجب عليه أن يفسح المجال لدماء جديدة في الساحة السياسية.
وأكد رشيد الوالي أن المغاربة في حاجة إلى قادة يتسمون بالحكمة والاحترام، الذين يسمعون أكثر مما يتكلمون، ويتجنبون لغة تفرق ولا توحد. وأوضح أن السياسة يجب أن تكون وسيلة لبناء المجتمع وليس لتدميره، وأنه إذا كان عبد الإله بنكيران يشعر بأن السياسة لم تعد تسعه، فيجب عليه أن ينسحب بصمت ويترك ذكرى طيبة في قلوب الناس بدلاً من أن يترك وراءه كلمات جارحة قد تطغى على تاريخه السياسي.
وشدد رشيد الوالي على أن الكلمة الطيبة هي التي تخلّد الإنسان في قلوب الناس، مستحضراً المثل الشعبي المغربي “الفم اللي يقول الزمر يقول التمر”، الذي يعبر عن أهمية الكلمات الطيبة في تشكيل صورة الإنسان لدى الآخرين.