في خطوة جديدة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر الرابور المغربي توفيق حازب، المعروف بلقب “دون بيغ”، عن استيائه الشديد من التصريحات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، والتي وصف فيها بعض المواطنين المغاربة بـ”الميكروبات”، وهو الأمر الذي لم يمر دون ردّ من طرف الفنان المعروف بجرأته وانتقاداته اللاذعة.
1
2
3
وعبر منشور على حسابه الرسمي بمنصة “إنستغرام”، عبّر “دون بيغ” عن غضبه واستغرابه من صمت الجهات المعنية وعدم تحريك أي مسطرة قانونية ضد بنكيران، الذي قال إنه يصرح علناً بكلمات تمس كرامة فئة من المغاربة دون أن يُحاسب. وتساءل الرابور المغربي بشكل صريح إن كان بنكيران فوق القانون أو يُعامل بطريقة استثنائية، رغم أن عباراته لا تليق بمسؤول سياسي سابق يفترض أن يتحلى بالحكمة في كلماته وخطابه.
وفي تدوينته، كتب “دون بيغ” بأسلوب ساخر: “تصاطحت مع واحد الفيديو سي بنكيران كي عاير فيها شي مغاربة بميكروبات و حمير، واش هادا ما كي دعيه حد؟ ما كي دخلو حد للحبس؟ ولا دايرين ليه بحال داك الجد اللي غير كي خرف مسكين”، في إشارة منه إلى التناقض بين ما يُعاقب عليه الآخرون وما يُسمح لبنكيران بفعله دون تبعات واضحة.
ويُعرف “دون بيغ” بعدم تردده في التعبير عن آرائه في مختلف القضايا المجتمعية والسياسية، حيث لم تكن هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها بنكيران. فقد سبق له أن ردّ بقوة على تصريحات سابقة أدلى بها هذا الأخير، عندما وصف زميله مغني الراب “الغراندي طوطو” بـ”السلكوط”، معتبراً أن بنكيران يهاجم الفنانين الشباب دون مبرر ويتعامل معهم بنوع من التحقير.
وتأتي هذه الانتقادات في سياق يتسم بتزايد التوتر بين بعض الفنانين والمسؤولين السياسيين، خصوصاً مع تصاعد ظاهرة لجوء السياسيين إلى تصريحات مستفزة تُثير الرأي العام. وهو ما يجعل عدداً من المشاهير، مثل “دون بيغ”، يلعبون دوراً نقدياً يلامس نبض الشارع، ويثيرون تساؤلات حول حدود حرية التعبير، والمسؤولية التي يفترض أن يتحملها السياسيون في اختياراتهم اللفظية.
ومن جهة أخرى، يرى متابعون أن ردود الفعل القوية التي تصدر من شخصيات فنية مؤثرة، تساهم في تسليط الضوء على مظاهر التناقض في التعامل مع الخطاب العام، خاصة حين يُلاحظ أن بعض الكلمات، حين تصدر من فنان، تُعتبر تحريضاً أو إساءة، في حين يتم التغاضي عنها حين تصدر من شخصيات سياسية.
ويبقى النقاش مفتوحاً حول ما إذا كان المغاربة يعيشون فعلاً ازدواجية في تطبيق القانون، أم أن التصريحات المثيرة للجدل باتت مقبولة تحت غطاء “الحرية الشخصية”، رغم ما قد تسببه من انقسام اجتماعي واحتقان شعبي.
