موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

المسرحية المغربية الساخرة “ثلاثة من جوج” تعانق العالمية وتعرض في مدينة لييج البلجيكية


في إطار انفتاح المسرح المغربي على الفضاءات الثقافية الدولية، تستعد فرقة آرتا للفنون لخوض تجربة فنية مميزة خارج الحدود، وذلك من خلال تقديم عرضها المسرحي الكوميدي “ثلاثة من جوج” بمدينة لييج البلجيكية بتاريخ 28 ماي المقبل. ويُعد هذا العرض أول محطة دولية لهذا العمل الفني الذي يجمع بين نخبة من نجوم المسرح المغربي، وهم رفيق بوبكر، مهدي تيكيطو، وبشرى أهريش، في تجربة تقدم بأسلوب ساخر رؤية نقدية لحياة الأسرة المغربية.

1

2

3

وتُجسد المسرحية، في قالب فني بسيط وعميق في الآن ذاته، حياة أسرة مغربية غير تقليدية تتكوّن من ثلاثة أفراد فقط: الأم، ابنها، وزوج الأم. ورغم محدودية الشخصيات، إلا أن النص المسرحي يفتح أفقًا واسعًا أمام قضايا إنسانية واجتماعية معقدة، تنعكس من خلال الحوارات المتقنة والتفاعلات المسرحية الدقيقة التي تُبرز هشاشة العلاقات داخل الأسر المغربية في ظل التغيرات التي يعرفها المجتمع.

ومن خلال طرحها لمواضيع ترتبط بالصراعات العائلية والتوازن بين الأدوار، تحاول المسرحية الاقتراب من نبض المجتمع المغربي، حيث تفتح النقاش حول تأثير الظروف الاقتصادية على الترابط الأسري، وتستعرض بطريقة فكاهية المحاولات المتكررة للتأقلم مع واقع اجتماعي متحول يفرض أنماطًا جديدة من العيش، كما تنبش في موضوع التقاليد الموروثة وكيفية صمودها أمام الحداثة.

ويُعتبر الطابع الساخر الذي تتبناه المسرحية أحد أبرز عناصر الجذب فيها، إذ تمزج بين الضحك والطرح الجاد، وتتيح للجمهور أن يرى نفسه في الشخصيات، ويكتشف جوانب من حياته اليومية بأسلوب مرن ومباشر. ولا يغيب عن العمل البعد النقدي، الذي يُقدَّم دون وعظ أو مباشرة، بل من خلال حوارات تلقائية تُعكس فيها التناقضات المجتمعية بروح ساخرة وبعمق إنساني.

وقد سبق لهذا العمل المسرحي أن حظي بتفاعل لافت داخل المغرب، حيث جال عددًا من المدن وعُرض على خشبات مسارح متعددة من بينها مدينة الجديدة، تيفلت، وبنسليمان. ولاقى ترحيبًا جماهيريًا كبيرًا بالنظر إلى قربه من الهموم اليومية للناس، إلى جانب جودة الأداء والانسجام بين الممثلين، ما جعله يُصنّف ضمن الأعمال المسرحية الحديثة التي تلامس الواقع بروح فنية أصيلة.

وتعكس هذه الخطوة الفنية نحو بلجيكا رغبة فرقة آرتا للفنون في إيصال الصوت المسرحي المغربي إلى جمهور جديد ينتمي إلى ثقافات متعددة، وفي نفس الوقت تحافظ على هويتها الفنية، إذ يشكل العرض المرتقب مناسبة للاحتكاك بتجارب مسرحية أخرى، وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والفني في أجواء يتداخل فيها المحلي بالعالمي، والساخر بالجدي، والتقليدي بالمعاصر.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا