عبّر الفنان المغربي رشيد الوالي عن استيائه من استمرار عدد من رؤساء الأحزاب السياسية في التمسك بكراسي المسؤولية رغم تقدمهم في السن، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تقلقه وتشعره بعدم الارتياح. ومن خلال تدوينة شاركها على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، سلط الضوء على ظاهرة يعتبرها غير مفهومة، خاصة في ظل تطورات العصر وتغير الأجيال.
وفي بداية حديثه، أشار الوالي إلى أن بعض المقاعد في المشهد السياسي تبدو وكأنها لا “تشيخ”، مستغربًا من استمرار نفس الوجوه التي شاخت مع الزمن دون تغيير يُذكر. وكتب في هذا الصدد: “في بعض الأوطان، ومنها وطني الذي أحبه، ألاحظ ظاهرة تؤرقني ولا أفهمها؛ لماذا يظل رؤساء الأحزاب، عامًا بعد عام، وعقدًا بعد عقد، هم أنفسهم، بنفس الملامح المتعبة، بنفس الخطاب القديم؟”. ويُظهر هذا التعبير عمق خيبة الأمل التي يشعر بها تجاه الجمود السياسي الذي لا يواكب نبض المجتمع.
ومن جهة أخرى، طرح الممثل المغربي تساؤلات صريحة تعكس تطلعه إلى واقع سياسي أكثر انفتاحًا على الكفاءات الشابة، حيث تساءل قائلًا: “ألا يستحق شبابنا أن يرسموا بأنفسهم ملامح غدهم، بدل أن يرثوا أحلامًا من زمن مضى؟”. وأضاف مقارنًا بين روح الشباب والطاقة المتجددة التي يمتلكونها، وبين الإرهاق الذي يطبع وجوه القيادات السياسية الحالية، مشبهًا ذلك برجل أنهكه الطريق ولم يعد يرى سوى الغروب.
كما لم يُخف رشيد الوالي حسرته على الفرص الضائعة في تجديد النخب السياسية، مستحضرًا أهمية التغيير في تعزيز الأمل لدى المواطنين. فالاستمرار في الخطاب التقليدي وتكرار نفس الوجوه قد يخلق نوعًا من الركود ويقيد تطور الحياة الديمقراطية، حسب ما ألمح إليه في تدوينته المليئة بالأسى والتساؤل.
ورغم أنه أكد ابتعاده عن العمل السياسي، إلا أن الوالي لم يتردد في التعبير عن غيرته على بلده ورغبته في رؤية مستقبل يليق بجمال الوطن وتنوعه. فقد كتب في ختام تدوينته: “هذا مجرد تأمل… من فنان لا يتعاطى السياسة، لكنه يحب بلده، ويحلم لها بغدٍ يليق بوجهها الجميل”. وتكشف هذه الكلمات مدى ارتباطه العاطفي بالمغرب ورغبته في أن يشهد تحولًا سياسيًا حقيقيًا تنبض فيه الحياة بروح شبابية جديدة.
فكلمات رشيد الوالي لم تكن مجرد رأي عابر، بل دعوة للتأمل والمراجعة، موجهة ليس فقط إلى المسؤولين، بل إلى كل من يهتم بالشأن العام، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تجديد الأفكار والقيادات، بما ينسجم مع تطلعات جيل جديد يبحث عن دور فعّال في بناء المستقبل.
1
2
3