في أجواء امتزجت فيها المعرفة بالتقدير والاحتفاء، احتضن مركز “زنيت” بمدينة الرباط فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الوطني السنوي الذي تنظمه مؤسسة النبراس للتوعية باضطراب طيف التوحد، وذلك يوم الأحد 27 أبريل. وقد جاء هذا اللقاء استثنائيا هذه السنة من خلال مشاركة شخصيات وازنة في مجال الطب والإعلام والعمل الجمعوي، على رأسهم البروفيسور يوسف بو عبد الله الذي كان له حضور متميز طبع هذا الحدث الإنساني والعلمي.
1
2
3
وقد شهدت هذه التظاهرة الوطنية مشاركة ثلة من الكفاءات الطبية والمجتمعية، من بينها الطبيب الجراح المغربي يوسف بو عبد الله، الذي مثل المملكة المغربية في أسمى صور العطاء الإنساني، من خلال مساهماته التطوعية المستمرة في غزة لمساندة الفرق الطبية الجراحية هناك. كما حضرت إلى جانبه زوجته الدكتورة إيمان مخلوفي المتخصصة في طب الأطفال، إلى جانب الطبيبة جيهان جامور، حيث قدموا جميعا دعما معرفيا وإنسانيا قيما للمشاركين في المؤتمر.
وبتنوع فقراته وتعدد مداخلاته، ركز المؤتمر على التوعية الشاملة باضطراب طيف التوحد، فضم برنامجه عددا من الجلسات المتخصصة التي توزعت بين الطب والتربية والدين، إضافة إلى شهادات واقعية مؤثرة لقصص نجاح عاشها أطفال وفتيات وشباب من ذوي التوحد، والذين تحدوا صعوبات الاندماج، وأثبتوا قدراتهم في مجالات متنوعة. وبرز الإعلامي رشيد الإدريسي كأحد الوجوه الداعمة لهذا الحدث، حيث تولى تنشيط الفقرات الترفيهية وشارك متابعيه صورة جمعته بالبروفيسور يوسف بو عبد الله، تعبيرا عن اعتزازه به كنموذج مغربي ملتزم بالقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ومن جهة أخرى، أكدت مؤسسة النبراس برئاسة الناشطة أميمة أكدي على أهمية كسر الصور النمطية المرتبطة باضطراب التوحد داخل المجتمع المغربي، وتقديم محتوى علمي ومجتمعي يساعد الأسر والأمهات والآباء على فهم طبيعة هذا الاضطراب والتفاعل معه بشكل إيجابي. كما أبرزت المؤسسة في كلماتها ومداخلاتها الحاجة إلى دعم الآليات العملية التي تسهل إدماج الأطفال ذوي التوحد داخل محيطهم الاجتماعي والتربوي.
وقد كانت أجواء المؤتمر مليئة بالتفاعل والتجاوب من الحاضرين، سواء من الأطباء أو الفاعلين في المجتمع المدني أو الشخصيات الإعلامية والفنية، حيث شكل اللقاء فضاء مفتوحا لتبادل التجارب والأفكار والاقتراحات حول سبل النهوض بحقوق الأطفال ذوي التوحد وتحسين ظروف عيشهم وتكوينهم. كما تم التنويه بالدور الذي تلعبه هذه اللقاءات في رفع مستوى الوعي الجماعي بهذه الفئة وتعزيز جهود التكافل الاجتماعي.
ومما أضفى بعدا إنسانيا أكبر على هذه المبادرة، هو تسليط الضوء على شخصيات تناضل في صمت من أجل القضايا الإنسانية الكبرى، حيث كان تكريم البروفيسور يوسف بو عبد الله بمثابة إشادة مغربية بالجهود التطوعية التي يقدمها في غزة، والتي تعكس روح التضامن التي يحملها المغاربة تجاه القضية الفلسطينية، ما جعل حضوره يحمل دلالات مزدوجة: علمية وإنسانية في آن واحد.



