موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

المغامر عبد الحميد أشقر يرصد يوميات تلميذتين تقطعان 5 كيلومترات يوميا للالتحاق بالمدرسة


في أعماق الجبال المغربية، حيث تنعدم وسائل النقل وتغيب البنية التحتية، سلط المؤثر المغربي عبد الحميد أشقر الضوء على قصة ملهمة لتلميذتين تضطران يوميا لقطع مسافة طويلة تبلغ 5 كيلومترات للوصول إلى مدرستهما. هذه الرحلة التي توثقها عدسة أشقر تعكس واقعا يعيشه العديد من أطفال القرى النائية الذين يصرون على التعلم رغم الصعوبات الجغرافية والمناخية التي تواجههم صباحا ومساء.

1

2

3

وقد التقط هذا المشهد الإنساني في فيديو مؤثر حظي بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدت التلميذتان تسيران بثبات فوق الممرات الجبلية الوعرة دون أن تفتر عزيمتهما. المشهد أعاد إلى الواجهة نقاشا واسعا حول الفوارق بين التعليم في المدن والمناطق القروية، خاصة من حيث سهولة الوصول إلى المؤسسات التعليمية، إذ اعتبر الكثيرون أن ما تقوم به التلميذتان هو تجسيد للإرادة الصلبة في مواجهة كل التحديات.

اختار عبد الحميد أشقر، المعروف بشغفه بالترحال والمغامرة، أن يستثمر منصاته الرقمية في تقديم محتوى يتجاوز حدود الترفيه ليصل إلى قضايا اجتماعية حقيقية. فمن خلال توثيقه لرحلة الفتاتين، لم ينقل مجرد صورة، بل أعاد صياغة الواقع القروي بعين راصدة تظهر جمال التضحية وبساطة الحياة، موجها رسائل ضمنية تحث على التضامن والتقدير للجهود الفردية في سبيل التعلم.

وقد عرف أشقر، منذ انطلاقته في مجال صناعة المحتوى، بتصويره لمشاهد من قلب الطبيعة المغربية، حيث بدأ بتنظيم رحلات فردية وجماعية في مناطق نائية، قبل أن يتحول نشاطه إلى توثيق للقصص الواقعية التي يعيشها سكان القرى. وسرعان ما أصبح نموذجا في مجال السياحة البيئية، مستندا إلى فكرة بسيطة وفعالة: اكتشاف المغرب من خلال أعين أبنائه وبمرافقة الطبيعة، بعيدا عن المظاهر التجارية المبالغ فيها.

ومن أبرز ما يميز تجربة عبد الحميد في تنظيم هذه الرحلات، اعتماده الكامل على البنية المحلية من خلال كراء منازل بسيطة تعود لأهالي المنطقة وتوفير أدوات التخييم للزوار. هذا النموذج جعل من نشاطه مصدر دعم مباشر للسكان المحليين، وخلق توازنا بين السياحة والاستهلاك الواعي للموارد. وهكذا، لم يكن هدفه فقط تسويق مشاهد جميلة، بل إرساء ثقافة سياحية بديلة تعزز الروابط بين الناس والمكان.

كما أن الفيديو الذي وثق من خلاله عبد الحميد المسافة اليومية التي تقطعها التلميذتان لم يكن مجرد عمل عابر، بل شكل تجربة وجدانية تفاعل معها المتابعون بقوة، حيث أشاد كثيرون بمضمونه الصادق الذي يلامس عمق الواقع المغربي. وقد رأى البعض فيه محفزا لتلاميذ المدن الذين يملكون كل الوسائل المتاحة للوصول إلى مدارسهم دون عناء، لكنه لا يجدون في أنفسهم دائما نفس الإصرار والمثابرة.

ومن خلال هذا العمل، يؤكد عبد الحميد أشقر على أن المحتوى الرقمي يمكن أن يتحول إلى أداة تغيير إيجابي إذا ما تم توظيفه بشكل مسؤول. فهو لا يكتفي بتقديم مغامرات ترفيهية، بل يحرص على أن تكون كل صورة وكل لحظة توثيق وسيلة لنقل صوت المهمشين، وصدى لقصص تستحق أن تروى. وهكذا يستمر في رسم مسار خاص به داخل الفضاء الرقمي، يجمع فيه بين الواقع والجمال، وبين الرسالة والمتعة.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا