موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

إدريس الروخ يؤكد أن فيلم الوترة كان حلما تحقق ويعرض مسيرة فنية شعبية بتفاصيل إنسانية مؤثرة


حين استعرض إدريس الروخ تفاصيل انخراطه في فيلم “الوترة” الذي انطلق عرضه في القاعات السينمائية منذ أبريل الماضي ، صرح في لقاءات صحفية أن فيلم الوترة لم يكن سوى حلم راود الفنان حميد السرغيني لفترة طويلة، إذ كان دائم التفكير في عمل سينمائي يمزج بين الغناء الشعبي والتمثيل، ويعكس مسار الفنان الشعبي المغربي داخل بيئته الفنية والثقافية. هذا الحلم لم يظل حبيس الخيال، بل أصبح واقعاً بتعاون فني ومهني أثمر هذا العمل.
وقد أوضح الروخ أن مسار كتابة السيناريو مر بمراحل متعددة، حيث انطلقت أولى نسخ النص من توقيع الكاتب هشام شكدال، قبل أن يُعاد تطويرها بمشاركة المهدي شهاب. وركز الفريق في هذه المرحلة على المزج بين المعطيات الواقعية والخيال الفني، في إطار قصة مستوحاة من تجربة حميد السرغيني، مع الحرص على تقديم حبكة متينة تعكس عمق الشخصيات والتحولات التي تعيشها.
وعند الحديث عن أبطال الفيلم، أكد إدريس الروخ أن الرهان كان على الأسماء المرتبطة بالتراث الشعبي، وكان طبيعياً أن يتصدر حميد السرغيني قائمة الأدوار الرئيسية، نظراً لخبرته الطويلة في الغناء الشعبي والمسرح الجامعي، خاصة ضمن فرقة عبيدات الرمى. كما ضم العمل نخبة من الفنانين مثل طارق البخاري، الذي يُعتبر من أعمدة الفيلم، إلى جانب سحر الصديقي التي وصفها بـ”الممثلة الحرباء” لما تتميز به من ذكاء فني وقدرة عالية على التأقلم.
ومن الجوانب التي أعطت للفيلم نكهته الخاصة، أكد الروخ أن تصوير المشاهد تم على مراحل مختلفة، امتدت بين سنوات 2022 و2024، وشملت مواقع متعددة مثل بنسليمان وبوزنيقة والمحمدية والدار البيضاء. هذا التنوع في الأماكن ساهم في خلق أجواء واقعية وغنية من حيث الخلفية البصرية، كما منح الممثلين فرصاً لإبراز إمكانياتهم في سياقات مختلفة رغم اختلاف حجم الأدوار.
أما بخصوص شخصية “محيرش” التي أداها إدريس الروخ، فقد كشف أنها شخصية ذات أبعاد إنسانية ودينية، تعيش تحولات جذرية تنقلها من حياة الانحراف واللهو الليلي إلى التوبة والاستقرار. ويُتوَّج هذا التحول بزواج محيرش من أرملة صديقه، وتكفله بتربية ابنها، ما يُضفي على القصة بعداً أخلاقياً وإنسانياً يجعل الشخصية أكثر عمقاً وتأثيراً.
وحول قرار تصوير الفيلم على مرحلتين، أشار الروخ إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى الفاصل الزمني الذي يتناوله الفيلم بين سنتي 1987 و2023-2024، وهو ما تطلّب تجهيز ديكورات وأزياء وملحقات تناسب كل فترة، فضلاً عن تغييرات طرأت على فريق العمل. وقد اعتبر الروخ هذا الفصل فرصة لمراجعة بعض الجوانب الفنية وإعادة صياغة بعض المشاهد بما يخدم البناء العام للفيلم.
أما من ناحية الإنتاج، فقد صرّح الروخ أن الفيلم تم تنفيذه بإمكانيات ذاتية وبميزانية محدودة، دون دعم من مؤسسات أو جهات رسمية. وأشاد بالدعم المعنوي الذي تلقاه الفريق في بعض المراحل، لكنه شدد على أن السينما تحتاج إلى موارد مالية كبيرة، مشيراً إلى أن إنجاز الفيلم في ظل هذه الظروف يُعد إنجازاً بحد ذاته.
وفيما يتعلق بمكانة الفيلم وسط الإنتاجات السينمائية المغربية، عبّر الروخ عن تفاؤله، موضحاً أن السينما المغربية بدأت تُثبت حضورها القوي، وأصبح من الطبيعي أن تنافس الأفلام المحلية نظيراتها الأجنبية والعربية داخل القاعات. واعتبر أن عرض أعمال مغربية بشكل منتظم يُعد مؤشراً إيجابياً نحو تطور القطاع، متمنياً أن تصل وتيرة الإنتاج إلى ما بين 20 و30 فيلماً في السنة، ما يُعزّز من فرص التنوع والاختيار أمام الجمهور المغربي.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا