أعربت كليلة بونعيلات، التي تجمع بين التمثيل والعمل البرلماني ضمن حزب التجمع الوطني للأحرار، عن قلقها الشديد حيال الوضع الراهن داخل الأحياء الجامعية المنتشرة بمختلف مدن المملكة، حيث شددت خلال مداخلتها في مجلس النواب على أن تلك الفضاءات التي يفترض أن توفر بيئة مناسبة للطلبة أصبحت تعاني من سلسلة من الاختلالات المتكررة، خاصة في ما يتعلق بخدمات الإطعام التي يفترض أن تُقدم بانتظام وبجودة تحفظ كرامة الطالب وتُراعي ظروفه الاجتماعية والاقتصادية.
1
2
3
ومن زاوية أخرى، انتقلت بونعيلات إلى الحديث عن ما وصفته بحالات التلاعب التي تطال صفقات الإطعام، والتي تتم، حسب تعبيرها، في ظل شبهات واضحة تحيط بالمساطر المتبعة، حيث تغيب الشفافية ويتسيد منطق الزبونية في منح الامتيازات، ليس فقط في ما يخص التغذية وإنما أيضاً في الاستفادة من السكن الجامعي، مما يزيد من حدة التفاوت بين الطلبة ويدفع بالكثيرين إلى الشعور بالإقصاء والغبن وغياب العدالة داخل هذه المؤسسات المفروض أن تكون حاضنة لهم.
وفي سياق متصل، سلطت النائبة الضوء على مجموعة من النقائص التي تؤثر على جودة الحياة داخل هذه الأحياء الجامعية، إذ لفتت الانتباه إلى النقص المهول في الخدمات الصحية، والتي تكاد تكون منعدمة في بعض المدن، إضافة إلى هشاشة المرافق الصحية القليلة المتوفرة أصلاً، ما يُساهم في خلق مناخ من القلق الدائم لدى الطلبة، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مشاكل صحية دون مساعدة أو رعاية طبية تذكر، مما يجعل من إقامتهم في تلك الأحياء تجربة محفوفة بالمخاطر.
كما نبهت بونعيلات إلى غياب الاحترام التام لقائمة الطعام المعلنة داخل الأحياء الجامعية، مشيرة إلى أن العديد من الطلبة لا يحصلون على الوجبات المنصوص عليها، بل في أحيان كثيرة لا تصلهم إلا وجبات ناقصة الجودة أو لا تمت بصلة للمواصفات المحددة مسبقاً، وتساءلت النائبة البرلمانية في هذا الصدد عن مصير الميزانيات المرصودة لخدمات الإطعام قائلة: “الطلبة عمرهم ذاقو بتيبان بالشوكولا… هاد الفلوس فين كتمشي؟” في إشارة ساخرة تعكس حجم الاستياء الشعبي وسط الطلاب تجاه الوضع القائم.
واستناداً إلى مشاهدات ميدانية وأمثلة واقعية، أكدت بونعيلات أن التدبير الإداري للأحياء الجامعية يتم بطريقة توصف بالعشوائية، مشيرة إلى مجموعة من المدن التي تعرف وضعاً متدهوراً في هذا الشأن، من بينها وجدة وفاس وبني ملال ومراكش، حيث تتكرر نفس الإشكاليات وتظهر نفس المظاهر السلبية التي تؤكد غياب رؤية واضحة أو مقاربة شاملة لإصلاح هذا القطاع الحيوي الذي يمس مباشرة بمستقبل شباب المغرب.
وفي ظل كل هذه المعطيات، دعت كليلة بونعيلات إلى إعادة النظر بشكل جذري في طريقة تسيير الأحياء الجامعية وتقييم الصفقات المبرمة بخصوص الإطعام والخدمات الصحية، مع ضرورة تبني معايير صارمة تضمن الشفافية وتمنح الطلبة حقوقهم كاملة دون محاباة أو تمييز، مؤكدة أن تحسين وضع الطلبة داخل الأحياء الجامعية هو جزء لا يتجزأ من مسار إصلاح المنظومة التعليمية ببلادنا.