موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

نجاة الوافي تعبر عن فخرها بنجاح فيلم “جراح الماضي”وتوجه رسالة لجمهورها


أطلّت الفنانة المغربية نجاة الوافي على جمهورها من خلال عمل تلفزيوني جديد اختارت القناة الأولى عرضه بعنوان “جراح الماضي”، وهو شريط درامي ترك أثراً عاطفياً كبيراً لدى المشاهدين، وأعاد تسليط الضوء على قدرة الوافي على تقديم أدوار مركبة تنبض بالصدق والاحترافية. ولم تتأخر الوافي في التفاعل مع محبيها، إذ تقاسمت معهم عبر حسابها الشخصي على منصة “إنستغرام” رسالة شكر وتقدير حملت في طياتها امتناناً عميقاً تجاه التفاعل الواسع والدعم الكبير الذي حظيت به عقب بث الشريط.

1

2

3

ومن خلال تدوينة مؤثرة، عبّرت الممثلة عن مدى سعادتها بالنجاح الذي رافق هذا العمل الجديد، قائلة إن الرسائل التي توصلت بها من الجمهور كانت بمثابة شهادة عرفان تعبّر عن تقدير المشاهد المغربي للفن الجيد، كما لم تغفل عن تقديم تحية خاصة للمخرج عز العرب العلوي لمحارزي، الذي تولى إخراج العمل بأسلوب بصري متميز ولغة سينمائية حساسة جعلت من الفيلم تجربة إنسانية عميقة ومؤثرة.

وفي السياق الفني ذاته، جسّدت نجاة الوافي دور “جميلة”، وهي طبيبة نفسية تلعب دوراً محورياً في سير أحداث الفيلم، حيث تتولى متابعة الحالة النفسية لشخصية “أمل” التي تتقمصها الممثلة المغربية ميرامار. ويُعتبر هذا الدور إضافة نوعية لمسيرة الوافي، حيث استعرضت من خلاله قدراتها على تقمص شخصية ذات بعد إنساني عميق يتطلب توازناً بين الاحتراف العلاجي والتفاعل العاطفي مع المرضى الذين يعانون من جراح دفينة وماضٍ مؤلم.

أما الحبكة الدرامية لفيلم “جراح الماضي”، فقد اختارت أن تنسج خيوطها حول قصة “أمل”، وهي صيدلانية ناجحة وزوجة وأم تبدو حياتها متزنة وهادئة للوهلة الأولى، لكن هذه الصورة تنكسر عندما يظهر شخص غريب يطرق باب حياتها حاملاً خبراً غامضاً يعيدها إلى ماضٍ ظنّت أنه طُمر إلى الأبد، ليعود فجأة بكل ثقله وليفرض نفسه بقوة، ويكشف لها أسراراً دفنتها الأيام، ما يضعها أمام سلسلة من القرارات المصيرية التي لم تكن يوماً تتوقع أن تواجهها.

وتكمن جمالية الفيلم في قدرته على الجمع بين الدراما النفسية والواقعية الاجتماعية، حيث يتقاطع الألم الإنساني مع تحديات الحياة اليومية، ويتحوّل السرد إلى مرآة تعكس أوجه الهشاشة والقوة التي تتناوب على النفس البشرية. وقد كان لأداء ميرامار دور بارز في تجسيد هذا الصراع، حيث قدّمت شخصية “أمل” بأسلوب تلقائي وصادق يعكس التوترات الداخلية والتقلّبات الشعورية التي تمر بها امرأة تجد نفسها فجأة في مواجهة ماضيها بكل ما يحمله من جراح وحقائق.

وتكامل الأداء التمثيلي مع الإخراج الراقي للمخرج عز العرب العلوي لمحارزي الذي عرف كيف يوازن بين الصورة والمضمون، وبين المشهد الحواري والإيحاء البصري، فجاءت المشاهد غنية بالتفاصيل التي تُثري القصة دون مبالغة، مع إضاءة دقيقة على الحالات النفسية التي تعيشها الشخصيات من خلال زوايا تصوير متقنة واستخدام موفق للضوء والموسيقى التصويرية الهادئة والمؤثرة.

ومما لا شك فيه أن الشريط التلفزيوني “جراح الماضي” يمثل محطة مهمة في مسار الدراما المغربية الحديثة، حيث يزاوج بين العمق الدرامي والواقعية الاجتماعية، ويعيد الاعتبار لقضايا إنسانية قد تبدو شخصية لكنها تمسنا جميعاً في عمقنا الداخلي، وهو ما جعل تفاعل الجمهور مع العمل كبيراً، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال التعليقات التي أشادت بجودة النص وتماسك الحبكة وبراعة الممثلين.

وهكذا، فقد استطاعت نجاة الوافي أن تترك بصمتها في عمل فني يُعد إضافة قوية لمسيرتها الفنية، وأن تُقدّم شخصية “جميلة” بأسلوبها الرصين والمقنع، مما عزز من مكانتها كممثلة قادرة على خوض تجارب درامية عميقة تحاكي الواقع وتلامس الوجدان، في وقت تظل فيه الأعمال الجادة والمحتوى الهادف حاجة ضرورية للمشاهد المغربي المتعطش للدراما التي تحترم ذائقته وتنقل همومه وآماله.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا