رضوان الرمضاني يخرج عن صمته وينتقد استغلال العمرة في التباهي والشهرة

في السنوات الأخيرة، لم يعد الهدف الأساسي من أداء مناسك العمرة مقتصرا على الجانب الديني فقط، بل أصبح لدى بعض المؤثرين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لتحقيق الشهرة وكسب المزيد من المتابعين. تحول أداء هذه الشعيرة المقدسة عند البعض إلى فرصة للظهور والتباهي أمام الجمهور، مما أثار جدلا واسعا وانتقادات حادة حول مدى احترام هؤلاء الأشخاص لقدسية المكان والعبادة.
ومن بين الأصوات التي عبرت عن استيائها من هذه الظاهرة، الإعلامي المغربي رضوان الرمضاني الذي لم يتردد في التعبير عن رفضه الشديد لمثل هذه التصرفات، معتبرا أنها تشكل إساءة واضحة للمكانة الروحية التي تحظى بها العمرة. يرى الرمضاني أن هذا السلوك يتنافى مع روح العبادة الحقيقية، حيث يفترض أن يكون الهدف من أداء المناسك هو التقرب إلى الله، وليس تحقيق مكاسب شخصية أو إثارة الجدل بين المتابعين.
عبر الإعلامي المغربي عن غضبه من هذه الظاهرة من خلال تدوينة نشرها على حسابه الشخصي عبر خاصية القصص القصيرة في منصة إنستغرام، متسائلا حول الدافع الحقيقي وراء ذهاب هؤلاء الأشخاص لأداء العمرة، قائلا: “يا عباد الله حتى البيت الحرام موقروهش، واش كيمشيو يديرو العمرة ولا يتعاطاو؟ القمة ديال القرف، الله يعفو”. هذا التعليق يحمل في طياته نقدا لاذعا لما أصبح عليه واقع بعض المؤثرين الذين يحولون العبادات إلى محتوى رقمي يثير الجدل أكثر مما يعكس الروحانية الحقيقية للعمرة.
ما عبر عنه الرمضاني يعكس وجهة نظر العديد من المتابعين الذين يعتقدون أن هذه الممارسات تضر بالمفهوم الديني الصحيح، حيث أصبح التركيز ينصب أكثر على توثيق اللحظات عبر الصور والفيديوهات بدلا من التفرغ للتأمل والعبادة. بعض المشاهير لا يترددون في مشاركة تفاصيل رحلاتهم إلى العمرة بطريقة توحي بأنها مجرد تجربة ترفيهية، مما يجعل الأمر يبدو وكأنه فقد قيمته الروحانية وتحول إلى مجرد وسيلة أخرى من وسائل الترويج الذاتي.
الجدل حول هذا الموضوع مستمر بين من يعتبرون أن لكل شخص حرية مشاركة تجاربه الدينية على طريقته الخاصة، وبين من يرون أن هناك حدودا يجب عدم تجاوزها عند الحديث عن الأماكن المقدسة. هذه الظاهرة تطرح العديد من التساؤلات حول مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الممارسات الدينية، وكيف يمكن تحقيق التوازن بين مشاركة التجربة الشخصية واحترام قدسية الشعائر.
من الواضح أن التحول الذي طرأ على مفهوم أداء العبادات في العصر الرقمي يستدعي مناقشة أوسع حول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الجديدة في تشكيل وعي الناس تجاه القيم الدينية، ومدى تأثيرها على سلوك الأفراد خلال أداء الفرائض الدينية.