موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

طنجة تجمع الثقافات وتعزز الحوار بين المغرب وإسبانيا في احتفالية “فن وثقافة بلا حدود”


مدينة طنجة: ملتقى التاريخ والإبداع في احتفالية ثقافية استثنائية

في أجواء تاريخية تنبض بالإبداع والفخر، احتضنت مدينة طنجة، التي تعد بوابة المغرب بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، الإصدار الأول من فعالية “فن وثقافة بلا حدود” في المملكة.

1

2

3

ونظمت الجمعية المغربية “فن وثقافة بلا حدود” هذا الحدث الثقافي الفريد بالتعاون مع الرئاسة الفخرية لمؤسسة ACWB، التي ترأستها صاحبة السمو الأميرة بياتريس، وبمشاركة نائبها سعادة السيد فرانسيسكو بروون، دوق إشبيلية، مما أضفى على الحدث طابعا خاصا وعالميا.

متحف فيلا هاريس: حيث يلتقي الماضي بالحاضر في إطار ثقافي فني:

اختير متحف فيلا هاريس التاريخي، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، ليكون مكانا يستضيف هذه الفعالية الفريدة. هذا المعلم المعماري، الذي يعكس مزيجا من الهندسة المعمارية الكلاسيكية والفن الحديث، يعبر عن جوهر مدينة طنجة التي تربط بين الماضي والحاضر. يجسد المتحف كيف يمكن أن يكون الفن والثقافة محركين رئيسيين نحو التنمية المستدامة، كما يبرز قدرة المدينة على المزج بين التراث الثقافي والتوجهات المعاصرة.

رؤية ثقافية تتبنى التنوع وتعزز التواصل بين الحضارات:

عبرت الفعالية عن التزام المغرب بتعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، مستلهمة من رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يعتبر الفن والثقافة ركيزتين أساسيتين في استراتيجية التنمية المستدامة للبلاد. هذه الرؤية وضعت المغرب في موقعه كجسر للتواصل بين مختلف الثقافات، إذ أصبح يشكل نموذجا للتقدم المستمر والاستقرار، ومثالا يحتذى في السعي نحو تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب.

برنامج حافل بأنشطة ثقافية متنوعة:

شهدت الفعالية برنامجا غنيا ومتنوعا شمل مجموعة من الأنشطة التي أكدت عمق العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا:

ندوة افتتاحية بعنوان “الفن كجسر بين الثقافات”:
افتتحت الفعالية بندوة استثنائية بمشاركة خبراء كبار مثل السيدة ماري فرانس لالوي ماسار، الخبيرة العالمية في الفن، والسيدة ليلى ميمون، مؤسسة “Le Cercle des Arts”. تناولت الندوة أهمية الفن في بناء جسور ثقافية بين المغرب وإسبانيا، مبرزة دوره في تقوية العلاقات بين الشعوب وفتح آفاق جديدة للتعاون الإبداعي.

الإرث الأندلسي: جسور تاريخية بين الثقافتين:
تم تخصيص ندوة منفصلة حول “الإرث الأندلسي: جسور تاريخية بين المغرب وإسبانيا”، حيث تم التطرق إلى مرحلة تاريخية غنية بالمفاهيم الثقافية والفنية التي شكلت رابطا قويا بين الحضارتين. خلال هذه الندوة، تم التأكيد على أهمية الإرث الأندلسي كرمز للتعاون الثقافي والمعرفي بين المغرب وإسبانيا، مع تسليط الضوء على التأثير المتبادل بين الفن العربي الإسلامي والفن الإسباني.

عروض موسيقية مميزة تعكس التنوع الثقافي:
تميزت الفعالية بعروض موسيقية فريدة من نوعها، تجمع بين الأنماط الموسيقية الكلاسيكية والفلامنكو الإسباني، وهو ما يعكس عمق التبادل الثقافي بين الحضارتين. كانت العروض بمثابة نافذة للإطلاع على الفنون المختلفة التي شكلت الروابط بين الشعبين، حيث أضافت لمسة فنية مميزة للأجواء.

تكريم شخصيات مؤثرة في تعزيز التعاون الثقافي:
في إطار الحفل، تم تكريم عدد من الشخصيات التي أسهمت بشكل ملموس في تعزيز الروابط الثقافية بين المغرب وإسبانيا. من بين المكرمين كانت السيدة سونيا فرنانديز دوران تيبو، التي كان لها دور كبير في دعم المبادرات الثقافية والاجتماعية بين البلدين، والفنانة المغربية أسماء لمنور، التي أسهمت بأعمالها الفنية في تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب.

رسالة للتعاون والسلام والتفاهم بين الثقافات:

لم يكن هذا الحدث ليتحقق لولا التعاون الكبير والدعم المستمر من الشركاء والمشاركين الذين أسهموا في إنجاح الفعالية. إن “فن وثقافة بلا حدود” تمثل أكثر من مجرد فعالية ثقافية، بل هي رسالة سلام وتعاون تتجاوز الحدود الجغرافية وتدعو إلى الحوار بين الشعوب. هذه الفعالية تعكس إرثا حضاريا عميقا يدعو إلى التناغم بين الثقافات، حيث يشكل الفن والثقافة المحرك الأساسي للتنمية المستدامة.

من خلال هذا الحدث، تواصل مؤسسة “فن وثقافة بلا حدود” العمل من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا، حيث تبقى الثقافة والفن في قلب التنمية المستدامة وتعزيز التعاون بين مختلف الشعوب.

بقلم: سمية أقبيب، رئيسة مؤسسة “فن وثقافة بلا حدود”

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا