تعتبر لبنى شكلاط من أبرز الفنانات اللواتي استطعن ترسيخ حضورهن على الساحة الفنية من خلال أسلوبها الهادئ وقدرتها على تجسيد شخصيات تتسم بعمق إنساني ملموس. وقد نجحت في نسج مسار مهني يوازن بين شغف الأداء واهتمامها بالموروث المغربي، ما جعل أعمالها محط متابعة جمهور واسع يقدر التفاصيل الدقيقة التي تضيف أبعادا بصرية ودرامية مميزة.
كشفت شكلاط في حديثها للإعلام أن مشاركتها في السلسلة التراثية الجديدة تمثل لها فرصة لإعادة تقديم الحكايات الشعبية بطريقة متجددة، تجمع بين أصالة القصص وإدخال لمسات إبداعية حديثة. وأوضحت أن الدور يمنحها إمكانية توظيف خبرتها الفنية لإبراز جوانب اجتماعية وثقافية تتشابك فيها المشاعر مع القيم الإنسانية، مع الإشارة إلى أن طبيعة الشخصية تتطلب تفاعلا مستمرا مع أحداث تتنوع بين التوتر والتناغم.
ويواصل المخرج إبراهيم شكيري إدارة التصوير بمدينة تارودانت، التي تتميز بعمارتها التاريخية ومساحاتها التي تنبض بعبق الماضي، إذ يسعى من خلال هذا الاختيار إلى صياغة مشاهد تنقل روح الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث. كما يركز على إضافة عناصر بصرية تمنح المشاهد تجربة غنية تعكس توازن العراقة مع تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع المغربي.
وتضم السلسلة ثلاثين حلقة، تهدف إلى تقريب الجمهور من قصص قصيرة مستمدة من التراث الشعبي، مع دمج لمسات معاصرة تعزز البنية الدرامية للعمل. ويشارك فيها عدد من الفنانين المتميزين، بينهم بثينة اليعقوبي وكمال كاظمي، حيث يساهم كل منهم في تطوير الحبكة تدريجيا بما يحافظ على تشويق المتلقي ويحفزه على متابعة الحلقات بشغف.
ويمتاز العمل بقدرته على الدمج بين الحكايات الشعبية والسرد الدرامي المتقن الذي يعكس منظومة القيم والعادات المتوارثة، مع إبراز الشخصيات النسائية في أدوار تمنح السلسلة بعدا إنسانيا واضحا. كما تسلط العلاقات بين الشخصيات الضوء على مكانة المرأة وتفاعلها مع التحولات اليومية، ما يثري المحتوى ويزيد من تأثيره على المتابعين.
ويحرص فريق الإنتاج على منح التفاصيل الصغيرة مساحة بارزة في المشاهد، سواء تعلق الأمر بطقوس الحياة أو بالممارسات التقليدية المتجذرة في الذاكرة الشعبية، بهدف خلق صلة عاطفية بين الجمهور والقصة. كما يسهم هذا الاهتمام في بناء أجواء ثقافية متكاملة تعكس الهوية المغربية بعمق، مع إبراز الجوانب الإنسانية التي تمنح السلسلة طابعها المميز والفريد.
1
2
3