يعد المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو واحدا من أبرز صانعي السينما المعاصرة، وقد ترك بصمة واضحة في عالم الأفلام من خلال أعماله المبتكرة مثل “أوكجا” و”سنو بيرسر” و”طفيلي”. اشتهر بونغ بقدرته على المزج بين الدراما والكوميديا والتوتر الاجتماعي، ما جعله صوتا سينمائيا عالميا يشار إليه بالاحترام والتقدير.
كشف بونغ جون هو في تصريح للصحافة أن الأفلام المشاركة في الدورة ال22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تميزت بغنى الموضوعات والجماليات السينمائية، ما جعل مهمة لجنة التحكيم أكثر تعقيدا ويحتاج إلى تفكير معمق. وأشار إلى أن تنوع الأفلام يعكس مدى التطور الفني الذي وصلت إليه صناعة السينما في مختلف أنحاء العالم.
تحدث المخرج عن بداياته في عالم السينما خلال الثمانينيات والتسعينيات، موضحا أن السينما الكورية كانت تمر بفترة ركود، ما دفعه إلى متابعة الأعمال العالمية من خلال التلفزيون والانخراط في نوادي السينما المزدهرة في ذلك الوقت. وأضاف أن هذه التجربة ساهمت بشكل كبير في تشكيل رؤيته الإبداعية وأساليب سرد القصص التي يعتمدها اليوم.
كما كشف بونغ عن تفاصيل فيلمه “ذكريات قاتل”، موضحا أن الطابع الكوميدي للعمل لم يكن مقصودا مسبقا، بل نشأ طبيعيا من مجريات الأحداث نفسها، مؤكدا أن العمل الفني غالبا ما يفرض عناصره على المخرج حسب تفاعله مع القصة والشخصيات.
وأشار المخرج أيضا إلى أهمية التفاصيل المعمارية في فيلم “طفيلي”، لافتا إلى أن تصميم المنزل لم يكن مجرد خلفية، بل شكل جزءا أساسيا من الحبكة وساهم في بناء التوتر الدرامي بشكل مباشر، ما يعكس حرصه على الدمج بين الفكرة والمكان في صناعة المشهد السينمائي.
واعتبر بونغ جون هو أن مشاركة أسماء عالمية مثل غييرمو ديل تورو وجودي فوستر في برنامج “حوارات” هذا العام أضافت قيمة كبيرة للمهرجان، إذ أتاح للجمهور فرصة الاطلاع على تجارب متعددة في صناعة السينما، ومكنه من تبادل الأفكار حول تطور الفن السابع وأهمية التجارب الفردية في تشكيل المشهد السينمائي المعاصر.
1
2
3