تستضيف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش ندوة أكاديمية حول تجربة الفنان المغربي حسن الفد في مجال الكوميديا، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمتخصصين في السيميائيات واللسانيات والتحليل الثقافي، إلى جانب حضور الفنان نفسه، الذي يمثل محور النقاشات والمداخلات خلال هذا الحدث.
تسعى الندوة إلى تقديم قراءة معمقة للمسار الفني لحسن الفد، من خلال عرض مداخلات مختلفة تركز على المشروع الكوميدي الذي يقدمه، باعتباره خطابا ثقافيا متنوع الأبعاد، يدمج بين المعرفة والجماليات، ويعكس التحولات الاجتماعية المغربية بلغة ساخرة تحمل نقدا ضمنيا وروح الفكاهة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن الجهود الأكاديمية لتسليط الضوء على الكوميديا المغربية باعتبارها أكثر من مجرد وسيلة للترفيه، بل كأداة تعبيرية تحمل دلالات ثقافية واجتماعية، وتساهم في إعادة قراءة الواقع وتصويره بطريقة نقدية عبر السخرية والتخييل الشعبي، مما يعكس الدور المهم للفن في تحليل التحولات الرمزية في المجتمع ومكانة الفكاهة في تشريح العلاقات الاجتماعية والسلطوية.
كما تتضمن فعاليات الندوة تقديم فقرة تكريمية للفنان حسن الفد، لإبراز تقدير مساهماته الإبداعية في تطوير لغة كوميدية مغربية معاصرة، تستلهم التراث وتعيد صياغته ضمن أفق نقدي متوازن يجمع بين المتعة الفكرية والبعد الترفيهي، مسلطة الضوء على قيمة الفن في الحوار الثقافي والاجتماعي.
ويمثل هذا اللقاء فرصة للباحثين والمبدعين لمناقشة أبعاد المشروع الكوميدي لحسن الفد من منظور متعدد، سواء من حيث اللغة والفكاهة أو من حيث تأثيره في الحياة الثقافية والاجتماعية بالمغرب، ليظهر كيف يمكن للفن أن يكون مرآة تعكس التغيرات وتعيد تشكيل الفهم الجماعي للواقع.
كما تساهم الندوة في تعزيز مكانة الكوميديا المغربية على المستوى الأكاديمي، وتفتح المجال أمام قراءات جديدة للمحتوى الفكاهي، مبرزة قدرة الفنان على المزج بين التقليد والابتكار، وإثبات أن الفكاهة ليست مجرد تسلية بل وسيلة قوية للتعبير عن الهوية الثقافية وقراءة التحولات المجتمعية.
1
2
3