يعرف الفنان المغربي من أصول جزائرية فوضيل بمسيرته الفنية المتميزة التي شهدت صعوده منذ بداياته، إلا أن حياته الشخصية اتسمت بالقرارات الجريئة التي أعادت تشكيل مساره. فبعد سنوات من النجاح ومواجهة ضغوط الشهرة، اختار الابتعاد عن الأضواء والتوجه نحو مدينة مراكش، بحثا عن بيئة أكثر هدوءا تمنحه فرصة لاستعادة توازنه النفسي والعاطفي.
كشف فوضيل في تصريح لمجلة “باريس ماتش” عن دوافع انتقاله إلى المغرب، موضحا أن قراره لم يكن سهلا، إذ اضطر إلى الانفصال عن طفليه الأكبرين إنزي ويانا، وهو الأمر الذي شكل ثمنه الشخصي الكبير. وأكد أن خطوة الانتقال كانت بداية لاستراحة قصيرة تحولت لاحقا إلى استقرار دائم في مراكش، بعيدا عن صخب الحياة الفنية والضغوط الإعلامية التي أثقلت كاهله في سن الثالثة والثلاثين.
وأضاف الفنان الجزائري أن الغياب عن طفليه كان مؤلما، مشددا على أنه لم يلتق بهما منذ استقراره النهائي في المغرب قبل أكثر من اثني عشر عاما، ما جعله يعيش حالة من الحنين والافتقاد رغم الراحة النفسية التي وجدها في حياته الجديدة.
وأشار فوضيل إلى أن مسيرته المهنية لم تخلو من التحديات، خصوصا بعد دعمه السياسي للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي سنة 2007، ما أثر على صورته لدى الجمهور الفرنسي وأحدث تراجعا في مساره الفني آنذاك. وقد ربط انتقاله إلى المغرب بسعيه لاستعادة توازنه النفسي بعد ولادة ابنته يانا في 2010، إذ رأى في الخطوة ضرورة حتمية لتجاوز الضغوط النفسية واستعادة استقراره العائلي والشخصي.
وأكد الفنان أن الابتعاد عن الأضواء لم يقلل من شغفه بالفن، بل ساعده على إعادة تقييم أولوياته، معتبرا أن الانتقال إلى المغرب كان اختيارا استراتيجيا سمح له بالتركيز على حياته الخاصة بعيدا عن كل ما يرهقه.
وشدد فوضيل على أن تجربته الشخصية تعلمه أهمية الموازنة بين الحياة المهنية والعائلية، معتبرا أن كل خطوة اتخذها في حياته كانت صعبة لكنها ضرورية لتأمين استقرار نفسي وعاطفي مستدام، بما في ذلك التضحية باللقاءات المنتظمة مع طفليه الأكبرين.
1
2
3