أصبح “تيك توك” فضاء غير متوقع لتسويق الخرافات، حيث يجد المشعوذون والدجالون فيه وسيلة للوصول إلى جمهور واسع، مستخدمين البث المباشر لعرض قدراتهم الزائفة وحلولهم السحرية لمشاكل الحياة اليومية، مستغلين حاجة الناس للأمل والفضول في الوقت نفسه.
يعتمد هؤلاء المحتالون على إيهام المتابعين بالمعرفة الخفية، فيطلبون كتابة الأسماء في التعليقات ثم يتلون كلمات غامضة تشبه الطلاسم، لإقناع الجمهور بأن لديهم القدرة على التحكم بالأحداث أو فك السحر، مستفيدين من ثقة الناس وحاجتهم للحلول السريعة والسهلة.
تتميز البثوث المباشرة بجذب آلاف المشاهدين، حيث يظهر المشعوذ مرتديا أزياء غريبة ومحاطا بالشموع والبخور، ويتحدث بثقة عن قدرته على “جلب الحبيب بسرعة” أو “فك السحر”، وأحيانا يزعم معرفة المستقبل من خلال طاقات روحية أو الاتصال بالعالم الآخر، ما يزيد من تأثيره النفسي على المتابعين.
رغم القوانين التي تمنع أعمال الدجل والشعوذة، فإن البيئة الرقمية تمنح هؤلاء المتلاعبين مساحة كبيرة للتحرك بحرية، فالحسابات الوهمية وتغيير الصور والأسماء باستمرار تجعل تعقبهم صعبا، بينما تغض بعض المنصات الطرف عن نشاطاتهم طالما تحقق مشاهدات عالية، وهو ما يعزز انتشارهم ويزيد تأثيرهم.
يبقى “تيك توك” ساحة مفتوحة لبيع الأوهام والوعود الكاذبة، حيث يسعى البعض إلى تقديم الخرافات في البث المباشر، مستغلين ضعف ووعي الجمهور الرقمي، ما يجعل المستخدمين عرضة للوقوع في الفخ النفسي والمادي بسهولة دون رقابة فعالة أو ضوابط واضحة.
وتظهر هذه الظاهرة مدى تأثير وسائل التواصل على سلوك الأفراد، مؤكدة ضرورة تبني وعي نقدي عند التعامل مع المحتوى الرقمي، والحرص على استشارة مصادر موثوقة قبل تصديق أي ادعاءات خارقة، لحماية النفس من الوقوع في دوامة النصب والخداع الرقمي.
1
2
3