تخوض المخرجة والممثلة المغربية سناء عكرود تجربة فنية متميزة تمزج بين الإبداع السينمائي والنقاش الحقوقي، في خطوة تعكس رغبتها في توظيف الفن كوسيلة للتعبير عن قضايا المجتمع المغربي. فقد استطاعت من خلال مسيرتها أن ترسم مسارا متفردا يجمع بين الحس الجمالي والعمق الإنساني، مما جعل حضورها في المشهد الفني يتجاوز حدود التمثيل إلى فضاءات الفكر والنقاش. وتبرز هذه التجربة الجديدة كامتداد لرؤيتها التي تسعى إلى تحويل السينما إلى مرآة تعكس الواقع الاجتماعي وتعيد طرح الأسئلة حول قضايا الأسرة المغربية.
كشفت سناء عكرود في تصريح للصحافة أن مشاركتها في هذا المشروع السينمائي ليست مجرد عمل فني، بل هي مساهمة فكرية تهدف إلى تقريب النقاش الحقوقي من الجمهور بأسلوب بصري مؤثر. وأوضحت أن فيلمها الجديد “الوصايا” يأتي كمنبر للتأمل في واقع الأسرة المغربية، من خلال معالجة موضوعات تمس حياتها اليومية وما يواجهها من تحديات قانونية واجتماعية. كما أشارت إلى أن الفن قادر على أداء دور محوري في توعية الأفراد ودفعهم إلى التفكير في قضاياهم بطريقة أكثر عمقا وإنسانية.
وجاء تنظيم عرض هذا العمل السينمائي بمبادرة من هيئة المحامين بالدار البيضاء، بشراكة مع منتدى المحامية المغربية، ضمن فعالية تسعى إلى فتح باب النقاش حول مدونة الأسرة. وتم اختيار فيلم “الوصايا” ليكون محور الحدث لما يحمله من طرح فني جريء يجمع بين المشهد البصري والبعد الحقوقي. وتعد هذه المبادرة خطوة مهمة نحو جعل الفن منصة لتداول القضايا المجتمعية في سياق ثقافي تفاعلي يسهم في بناء وعي مشترك بين المهنيين والجمهور.
ويحتضن نادي المحامين بوسكورة هذه الفعالية التي تمتد على مدار يوم كامل، حيث لا يقتصر البرنامج على العرض السينمائي فقط، بل يتضمن أيضا حفل توقيع كتاب وجلسة حوار مفتوحة. ويتيح هذا اللقاء الفرصة للمحامين والمبدعين والمهتمين بالشأن الأسري لتبادل وجهات النظر حول الدور الذي يمكن أن تلعبه السينما في خدمة النقاش القانوني والاجتماعي. فالفن، كما ترى سناء عكرود، يمكن أن يكون جسرا بين الوعي الحقوقي والتجربة الإنسانية اليومية.
وقد عبرت سناء عكرود عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث من خلال رسالة نشرتها على حسابها في “إنستغرام”، وجهت فيها دعوة لجمهورها لمواكبة هذا الموعد الثقافي المميز. وأكدت في كلماتها شعورها بالفخر والامتنان لهذه الفرصة التي تجمعها بمحبيها في إطار حوار يتجاوز الإطار الفني نحو فضاء أرحب من التواصل الإنساني. وعبرت أيضا عن اعتزازها بالتفاعل الإيجابي الذي تلقاه هذه المبادرات التي تمنح للفن بعدا يتجاوز المتعة إلى المسؤولية.
وتبرهن هذه الخطوة على وعي سناء عكرود بأهمية توظيف الإبداع لخدمة قضايا المجتمع، إذ استطاعت أن تقدم نموذجا يجمع بين الصورة الفنية والرسالة الحقوقية في انسجام متكامل. وهكذا يتجسد الفن عندها كوسيلة للتوعية والمرافعة غير المباشرة، في الوقت الذي يكتسب فيه النقاش القانوني عمقا وجمالا بفضل لغة السينما. إنها تجربة تثبت أن الفن لا يعيش بمعزل عن المجتمع، بل يشارك في صياغة وعيه الجماعي وإلهام مسارات التغيير الإيجابي.
1
2
3