يعد عبد الحق مجاهد من أبرز الوجوه الفنية المغربية، حيث عرف بتميزه في الأداء المسرحي والدرامي، وقد نجح عبر مسيرته الطويلة في ترك بصمة واضحة على الساحة الفنية من خلال أدواره المتنوعة التي تجمع بين العمق الكوميدي والدرامي. تميز بالالتزام الفني والرؤية الواضحة تجاه تطوير المشهد الثقافي في المغرب، مما جعله أحد الأصوات القوية التي تدافع عن مكانة الممثل التقليدي في مواجهة التغيرات الحديثة.
كشف في تصريح للصحافة أن هناك حاجة ملحة للحفاظ على الفنانين الملتزمين بالأداء الاحترافي، وأوضح أن إدخال مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي إلى الأعمال الفنية دون خبرة تمثل خطوة غير صحية على المستوى الفني. وأكد مجاهد أن النجاح الحقيقي للمشهد الفني لا يقوم على الشهرة الرقمية وحدها، بل يعتمد على الموهبة الحقيقية والتجربة العملية التي يكتسبها الممثل على مدار سنوات من العمل المتواصل.
وأشار إلى أن التجربة الفنية الحقيقية تتطلب صبرا ومثابرة، وأن الجمهور المغربي يقدر الأداء الصادق والموهوب أكثر من الاعتماد على شعبية مؤقتة على الشبكات الاجتماعية. وأضاف أن إدماج هؤلاء الأشخاص دون التدريب أو الاحتكاك بالمجال الاحترافي قد يضر بجودة الإنتاج ويضعف من مكانة الفنانين المخضرمين الذين ساهموا في بناء المشهد الفني.
كما كشف عن جديده الفني الذي يجمع بين الأداء المسرحي والدرامي، معتبرا أن هذا المشروع يمثل محاولة لتقديم محتوى متكامل يثري المشهد الثقافي ويؤكد على ضرورة احترام القاعدة الفنية. وأوضح أن اختياره لهذه النوعية من الأعمال يهدف إلى إبراز دور الفنان الحقيقي وإبقاء الموهبة والمجهود الفني في قلب اهتمام الجمهور، بعيدا عن التوجهات السطحية التي قد تنتشر عبر وسائل التواصل.
وشدد عبد الحق مجاهد على أن مسؤولية الفنانين المخضرمين تتعدى الأداء الفردي لتصل إلى حماية الأجيال الصاعدة، عبر تقديم نموذج يربط بين الموهبة والانضباط والعمل الجاد. وأوضح أن الحفاظ على التوازن بين الفنانين التقليديين والمواهب الجديدة يجب أن يكون مبنيا على الكفاءة والاحتراف، لا على الشهرة المؤقتة أو متابعة الشبكات الاجتماعية.
وأكد في ختام حديثه أن المستقبل الفني المغربي يحتاج إلى استمرارية الممثلين الملتزمين وتقدير قيمتهم، مع الحرص على تطوير مواهب جديدة من خلال التدريب والتعليم الفني المتخصص. وأوضح أن استقرار المشهد الفني يعتمد على احترام الخبرة وتجربة الفنانين، وأن أي محاولات لاستبدالهم بالمشاهير المؤقتين قد تهدد هوية الفن المغربي وتضعف جودة الأعمال المقدمة للجمهور.
1
2
3