موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

ربيع القاطي يعبر عن خيبة أمله بعد تنويه فيلمه “أسرى الانتظار” في مهرجان طنجة


يعد الفنان المغربي ربيع القاطي من الأسماء البارزة في الساحة الفنية الوطنية، حيث عرف بتنوع أدواره وبقدرته على تجسيد الشخصيات التي تحمل مضمونا إنسانيا ووطنيا في آن واحد. استطاع أن يكرس حضوره في عالم السينما من خلال اختيارات فنية نابعة من عمق الواقع المغربي، إذ جعل من الفن وسيلة للتعبير عن القيم، واستحضار الذاكرة، وتخليد التضحيات التي صنعت هوية الوطن. وبفضل هذا النهج، أصبح ربيع القاطي رمزا للفنان الملتزم الذي يرى في العمل الفني رسالة سامية تتجاوز حدود المتعة البصرية إلى غايات إنسانية نبيلة.
كشف ربيع القاطي في تصريح للصحافة عن استيائه من الاكتفاء بمنح فيلمه “أسرى الانتظار” تنويها خاصا ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة، معتبرا أن هذا التقدير لا يعكس عمق القضية التي تناولها العمل ولا يوازي حجم الجهد المبذول فيه. وأوضح أن الفيلم الذي يوثق لمعاناة الأسرى المغاربة في مخيمات تندوف، يستحق مكانة أكبر لما يتضمنه من رسالة وطنية وإنسانية. وأكد أن ما كان يبحث عنه ليس جائزة بقدر ما هو اعتراف رمزي بتضحيات رجال عاشوا الأسر لسنوات طويلة، وعائلات انتظرت عودتهم بقلوب مفعمة بالصبر والإيمان.
وشدد القاطي على أن السينما المغربية تحتاج اليوم إلى أن تستعيد جوهرها الوطني وارتباطها بالذاكرة الجماعية للمغاربة، لأنها لن تتطور ما لم تعبر عن قضاياهم العميقة وتلامس واقعهم الإنساني. واعتبر أن الفن حين يبتعد عن قضايا الوطن يفقد جزءا من معناه، مؤكدا ضرورة تجاوز السطحية والميل إلى الاستسهال نحو أعمال أكثر نضجا ووعيا. ودعا إلى أن تكون السينما مرآة تعكس هوية المغاربة وتاريخهم، وأن تظل وفية لروحهم النضالية التي شكلت عبر العقود جزء من شخصيتهم الجماعية.
وأعرب القاطي بكلمات مؤثرة عن تقديره للأسرى المغاربة الذين عاشوا ظروفا قاسية في مخيمات تندوف، موجها لهم رسالة امتنان قائلا إن تنويه فيلم “أسرى الانتظار” لا يرقى إلى مستوى تضحياتهم العظيمة. وأوضح أن هؤلاء الأبطال يستحقون جميع جوائز الوطن، لأنهم ضحوا بسنوات من حياتهم من أجل أن ينعم الآخرون بالأمان والحرية. وأضاف أن السينما الحقيقية يجب أن تخلد قصص هؤلاء الرجال وأن تبقي ذكراهم حية في وجدان الأجيال المقبلة.
كما اعتبر القاطي أن المرحلة الحالية تتطلب نضجا فنيا وفكريا يعيد للسينما المغربية هيبتها، داعيا المبدعين إلى الانطلاق من الواقع الوطني والقصص الحقيقية التي تشكل وجدان الشعب. وأكد أن بناء سينما قوية لا يمكن أن يتحقق دون وعي بالهوية ودون ارتباط بالذاكرة التي توحد المغاربة. وأضاف أن الفنانين يحملون مسؤولية أخلاقية تجاه وطنهم، وأن رسالتهم لا تكتمل إلا حين تلامس أعمالهم نبض الإنسان المغربي وتوثق تاريخه.
أما فيلم “أسرى الانتظار” الذي أخرجته لبنى اليونسي، فهو عمل فني وإنساني يجمع بين الطابع الوثائقي والدرامي، ويمتد على مدى تسعين دقيقة. يعرض الفيلم شهادات مؤثرة لأسرى مغاربة سابقين وأمهاتهم وزوجاتهم اللواتي قضين سنوات طويلة في انتظار أحبائهن. ويشارك ربيع القاطي في بطولة الفيلم إلى جانب عدد من الأسرى الحقيقيين، ليقدم عملا يجسد الصبر والإيمان والوفاء في مواجهة الغياب والفقد، وليكون بمثابة تحية فنية لأولئك الذين صنعوا معنى التضحية.
وعرفت دورة المهرجان الوطني للفيلم منافسة قوية بين مجموعة من الأعمال الطويلة والوثائقية التي جسدت تنوع الرؤية السينمائية المغربية. فبينما حصل فيلم “أسرى الانتظار” على تنويه خاص، نال فيلم “فخورون، معلقون وعنيدون بعض الشيء” الجائزة الكبرى، وتقاسم كل من “لن أنساك” و“ألف يوم ويوم الحاج إدموند” جائزة لجنة التحكيم، في حين فاز فيلم “ارحيل” بجائزة الإبداع، ما يؤكد تنامي الحضور الفني المغربي وقدرته على ملامسة قضايا الوطن والإنسان بروح متجددة.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا