تعتبر الفنانة المغربية فرح الفاسي واحدة من أبرز الوجوه النسائية في الساحة الفنية المغربية، إذ جمعت بين الموهبة والحضور الفني المتميز. وقد استطاعت خلال مسيرتها أن تفرض نفسها كلاعبة أساسية في السينما والتلفزيون، من خلال أدوار متنوعة تتسم بالعمق والقدرة على التعبير عن الشخصيات المعقدة. ويعد تتويجها الأخير بمهرجان زاكورة دليلا إضافيا على مكانتها وتأثيرها المتنامي في الوسط الفني.
كشفت فرح الفاسي في تصريح للصحافة عن شعورها بالفخر والسعادة لحظة إعلان فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فئة الفيلم الطويل في الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء. وأوضحت أنها كانت منشغلة في تصوير عمل فني جديد لم تفصح عن تفاصيله بعد، ما جعل فرحة الفوز عفوية ومليئة بالبهجة، وسط احتفال بسيط وثقته عبر حسابها على إنستغرام، حيث ظهرت ترقص وتطفئ شموع كعكة أعدتها صديقاتها بمناسبة هذا الإنجاز.
شهدت الدورة الأخيرة للمهرجان حضورا دوليا بارزا، إذ كانت جمهورية كازاخستان ضيف الشرف، إلى جانب مشاركة مخرجين وممثلين ومنتجين من دول عربية وأفريقية وأوروبية، بما في ذلك السعودية ومصر وتونس وفرنسا وإيطاليا والسنغال وسلطنة عمان. وقد ساهم المهرجان في تعزيز التواصل الفني والثقافي بين المشاركين، وقدم منصة لتبادل الخبرات وعرض الأفلام التي تتناول قضايا الصحراء والإنسانية بأساليب سينمائية مختلفة.
يحرص المهرجان على تسليط الضوء على دور السينما كوسيلة فنية للتعبير عن واقع الإنسان والمجتمع، ومنح الفرصة للمواهب الصاعدة لإبراز قدراتها أمام جمهور واسع. ويعتبر الحدث مناسبة مهمة للتعرف على التجارب السينمائية المتنوعة وللاحتفاء بالإبداع الفني المحلي والدولي، ما يجعل منه منصة سنوية محورية في المشهد الثقافي والفني بالمغرب.
يأتي هذا التتويج ليضيف صفحة جديدة إلى سجل إنجازات فرح الفاسي، التي سبق لها أن نالت تقديرا في مهرجانات دولية، منها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “آخر اختيار” للمخرجة رشيدة السعدي بمهرجان الشاشات السوداء بالكاميرون، وحصول العمل نفسه على الجائزة الكبرى في مهرجان “جيفارا” الدولي للسينما في كوبا، ما يعكس قدرتها على تقديم أعمال تجذب الانتباه وتنال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.
تشتهر فرح الفاسي بمرونتها في أداء أدوار متنوعة تجمع بين الدراما والرومانسية والتراجيديا، وقد ظهر ذلك بوضوح في أعمال مثل فيلم “لامورة – حب في زمن الحرب” ومسلسل “الصفحة الأولى”، حيث أثبتت قدرتها على الانتقال بسلاسة بين مختلف الأنماط الفنية. ويظل حضورها القوي وجاذبيتها الفنية دليلا على نجاحها المستمر، ما يجعلها واحدة من أكثر النجمات المغربيات تأثيرا على الصعيدين المحلي والدولي.
1
2
3