بشرى أهريش، الممثلة المغربية المعروفة بأدوارها المميزة في السينما والتلفزيون، تعتبر من الأصوات البارزة التي تتابع التطورات الاجتماعية والسياسية في المملكة. وتولي اهتماما كبيرا لقضايا الشباب، معتبرة أن لهم دورا فاعلا في بناء مستقبل البلاد. منذ بداياتها الفنية، اشتهرت بأدائها الصادق الذي يعكس هموم المجتمع ويبرز القيم الإنسانية التي تؤمن بها.
كشف بشرى أهريش في تصريح للصحافة أن مطالب جيل “Z” مشروعة وتعكس حقوقا أساسية يجب الاعتراف بها، مع التأكيد على أن الإصلاحات التي تقوم بها المملكة في مجالات عدة لا يمكن تجاهلها. وأوضحت أن هذا الجيل الجديد ينتمي لعصر الرقمنة، ويعبر عن مطالبه بطرق مختلفة تتناسب مع طبيعة هذا العصر، معتبرة أن التعبير السلمي للشباب مؤشر على وعيهم الوطني وحرصهم على مستقبل أفضل.
وأكدت الممثلة أن المغرب يشهد نموا وتقدما في مختلف القطاعات، من تطوير البنية التحتية، بما فيها الطرق السيارة والقطارات فائقة السرعة والملاعب الرياضية، إلى استضافة مشاريع كبرى تساهم في تعزيز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشارت إلى أن العنصر البشري يشكل ركيزة أساسية لهذا التطور، وأن الشباب هم عماد هذه النهضة، مع التأكيد على أن الملك والشعب يظلان ثابتين في مسيرة البناء رغم تغير الحكومات.
كما كشفت بشرى أهريش عن أن الاهتمام بالخدمات الاجتماعية أصبح ضرورة ملحة، موضحة أن المستشفيات العمومية شهدت تطورات ملموسة، لكنها تحتاج إلى مراجعة شاملة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين. وأكدت أن تجربتها الشخصية في العلاج بالمستشفيات العمومية كانت جيدة نسبيا، لكنها ترى أن الوضع الحالي يستدعي إصلاحات عاجلة لتحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير الموارد الأساسية.
وتطرقت الممثلة إلى سبب اندلاع احتجاجات الشباب، معتبرة أن دوافعهم تعكس حب الوطن وحرصهم على الإصلاح في مختلف المجالات، بما فيها الرياضة، حيث أشادت بما وصفته ب”انتفاضة فوزي لقجع” ودعت إلى تكرار نماذج مماثلة في المجالات الأخرى. كما شددت على أن رجال الشرطة والقوات المساعدة جزء من المجتمع ذاته، وأن ما يلزم هو تعزيز الحوار بين المسؤولين والمواطنين لضمان تحقيق مطالب الشباب بشكل سلمي ومنظم.
وأوضحت بشرى أهريش أن الشباب لهم حق التعبير عن آرائهم، حتى وإن لم يكن لديهم تصاريح رسمية للتظاهر، معتبرة أن الاستماع إليهم والعمل على قضاياهم يسهم في تعزيز الثقة بين المجتمع والمؤسسات. وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل نقاش واسع حول تحسين المنظومة الصحية والتعليمية، بعد تكرار الشكاوى من ضعف الموارد وغياب التجهيزات في المستشفيات الجهوية والإقليمية، وتحديدا بعد احتجاجات مدينة أكادير أمام مستشفى الحسن الثاني التي سلطت الضوء على التحديات الكبيرة في القطاع الصحي.
وأشارت بشرى أهريش إلى أن المطالب لا تقتصر على الصحة فقط، بل تشمل إصلاح منظومة التعليم، تعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان استقلالية القضاء، إلى جانب حقوق أخرى تهم الشباب والمجتمع ككل، مؤكدة أن الحوار المفتوح مع المسؤولين هو الطريق الأمثل لتلبية هذه المطالب وتحقيق مستقبل أفضل للبلاد.
1
2
3