لطيفة أحرار، الممثلة والمخرجة المغربية، تواصل مسيرتها الفنية والأكاديمية بروح إبداعية عالية، حيث جمعت بين الفن والبحث المسرحي لتقديم أعمال تحمل أبعادا إنسانية ووطنية. لطالما تميزت أحرار بمعالجتها لقضايا المجتمع المغربي من خلال أسلوب فني واقعي يجمع بين المسرح الوثائقي وسينما الواقع، لتقديم قصص تعكس تفاصيل حياة الأفراد والجوانب الإنسانية لرحلتهم.
كشفت أحرار في تصريح للصحافة عن انشغالها حاليا بمسرحية جديدة تركز على حياة نساء العسكريين المغاربة، وتعد امتدادا لاهتمامها المستمر بهذه التيمة التي أطلقت عليها اسم “نساء العسكر”. وأوضحت أن العمل يرتكز على كتابة فنية دقيقة تمزج بين سرد الوقائع الواقعية وإبراز الدور الإنساني الذي تلعبه المرأة في حياة العسكريين، بما يعكس صمودها وتضحياتها اليومية.
وترى أحرار أن المهرجانات السينمائية تمثل فضاءات مهمة لتبادل الأفكار والمشاريع الثقافية، إذ تسمح بتنظيم ورشات تكوينية للشباب تهدف إلى تطوير مهاراتهم الفنية والثقافية، بما يمنحهم أدوات فعالة للتواصل مع سوق الشغل ويزيد من فرصهم المهنية داخل مناطقهم.
كما أشارت إلى أن هذه التظاهرات الفنية تتجاوز الجانب الثقافي لتشمل أبعادا اقتصادية وسياحية، من خلال تنشيط حركة الفنادق والمتاجر ووسائل النقل، مما يجعلها فرصة متعددة الأبعاد تجمع بين الفن والثقافة والتنمية المحلية، وتساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي للمناطق التي تستضيف هذه الفعاليات.
لطيفة أحرار ركزت في أعمالها المسرحية والسينمائية على حياة نساء العسكريين، تكريما لتضحياتهن ونقلا للمعاناة التي عشنها خلال مسيرة أزواجهن المهنية. وقد سبق لها إنتاج شريط وثائقي بعنوان “الصحراء حبيبتي”، ثم متابعة الرحلة من خلال عمل آخر بعنوان “عيالات العسكر”، حيث عرضت من خلالهما شهادات واقعية عن والدها الراحل، الجنود الذين خدموا في الصحراء المغربية، وما واجهته عائلاتهم من صعوبات نتيجة غياب الأزواج والالتزامات الوطنية.
ويستعرض الفيلم العلاقة الخاصة بين الجنود وعائلاتهم، موضحا أساليب التواصل عبر الرسائل والشرائط المسجلة، ومبرزا التضحية التي يقدمها الجنود من وقتهم وحياتهم، إلى جانب الصعوبات التي تتحملها الزوجات في تربية أبنائهن بمفردهن خلال غياب أزواجهن الطويل.
لطيفة أحرار، التي تدير المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي منذ تعيينها عام 2022، تواصل تقديم أعمال فنية وأكاديمية تجمع بين الإبداع والبحث المسرحي، مسلطة الضوء على الواقع الإنساني للمجتمع المغربي، مع التركيز على بطولات الجنود اليومية وعائلاتهم، لتعكس جوانب التضحية والوطنية التي غالبا ما تبقى مخفية عن الجمهور.
1
2
3