رشيد برياح يعبر عن عمق موسيقى الراي وأصالتها في التراث الشرقي المغربي

أكد رشيد برياح في تصريح صحفي أن موسيقى الراي تشكل جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي للجهة الشرقية، وأنها موروث غني توارثته الأجيال عبر أزمنة طويلة. وأضاف أن هذا الفن لا يمكن تحديد نشأته في مكان أو زمان محددين بسبب غموض أصوله الحقيقية.
وأشار برياح إلى أن شيوخا مغاربة قديما كانوا يمارسون فن الراي، موضحا أن جذوره تعود إلى المناطق الجبلية حيث كان الرعاة يرددون ألحانا بسيطة، ثم تم تطويرها لاحقا بإضافة آلات موسيقية مثل القصبة والبندير. وذكر أن هذا الفن تطور تدريجيا وانتقل من الجبال إلى المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس.
عبر الفنان نفسه عن اعتزازه بمكانة الراي ضمن التراث المغربي، خصوصا في المنطقة الشرقية، مبينا أن هذا الفن المغربي يختلف عن الراي الجزائري، خاصة أن الجزائر دولة حديثة نسبيا تأسست في عام 1962، في حين يمتد تاريخ المغرب لأكثر من ألف عام، مما يعكس عراقة وتأصل الموروث المغربي.
وأضاف برياح أن الراي يعتبر فنا فلكلوريا أصيلا له جذوره العميقة في تاريخ المغرب، وكشف أنه خلال زياراته إلى الجزائر لاحظ وجود تأثيرات مغربية، خاصة من مدن مثل فاس، حيث تم نقل بعض الخصائص المعمارية والثقافية إلى مدن جزائرية كالتلمسان ومغنية.
كشف الفنان عن قصة أغنيته الشهيرة “مبروك علينا” التي أصدرها عام 1986 لدعم المنتخب الوطني المغربي في مونديال المكسيك، موضحا أن كلمات الأغنية كانت مستوحاة من تشجيع فريق المولودية، وظلت تراوده فكرة تحويلها لأغنية مخصصة للمنتخب بعدما لم تكن هناك أغان موجهة له من قبل.
أكد برياحي أن الأغنية حققت انتشارا واسعا ولا تزال تردد حتى اليوم بعد مرور ما يقارب أربعة عقود، حيث ارتبطت باللحظات الحاسمة وانتصارات المنتخب المغربي، مما جعلها جزءا من ذاكرة الجماهير.
عبر الفنان عن تحضيره لسهرة ضمن فعاليات مهرجان الراي في وجدة، مشيرا إلى أنه أعد برنامجا يتضمن مختارات من أشهر أغانيه القديمة إلى جانب أعمال جديدة ينوي تقديمها لأول مرة، التي تنتمي إلى فن الراي تماشيا مع طابع المهرجان الفني.
كما أضاف أن أغنية جديدة أهدى بها فريق المولودية قد تم الانتهاء منها مؤخرا، موضحا أنه لا يستعجل إصدار أغانيه ويفضل التمهل في إعدادها، حيث يعكف على العمل على كل أغنية بدقة وعناية، وقد يستغرق إتمامها سنتين كاملتين ليتمكن من منحها عمرا طويلا.
أشار برياح إلى رفضه التام لأسلوب الإنتاج السريع للأغاني الذي يعتمد على إنجاز الأعمال الفنية بصورة متسرعة، مؤكدا حرصه على أن تبقى أغانيه ذات جودة عالية وتعيش مع الزمن بعيدا عن الموجات العابرة.