أثار القرار الذي أصدره نقيب المهن التمثيلية بمصر، القاضي بمنع مشاركة مشاهير الإنترنت في الأعمال الدرامية والفنية، موجة من التفاعل داخل الأوساط الفنية المغربية. وقد اعتبر كثير من الفنانين المغاربة هذه الخطوة بمثابة نموذج يحتذى، مطالبين بتدخل عاجل لتنظيم المهنة محليا وإنقاذ الفنانين المهنيين من حالة التهميش والإقصاء التي يعانون منها.
في ظل هذا التفاعل، عبر العديد من الممثلين المغاربة عن دعمهم لهذا التوجه من خلال منشورات وتدوينات عبر منصات التواصل، مؤكدين أن الساحة الفنية أصبحت تعج بوجوه لا علاقة لها بالمجال، وأن أصحاب المهنة يعانون من قلة الفرص في مقابل تصاعد ظاهرة “السطو المهني” من طرف المؤثرين. كما دعوا الجهات المعنية إلى إصدار قوانين صارمة تنظم المجال وتحمي حقوق الممثلين المحترفين.
من بين الأصوات التي برزت في هذا السياق، المخرج عمر جدلي، الذي تقاسم القرار عبر حسابه الرسمي، وكتب معلقا أن قوة النقابة تنبع من قدرتها على فرض الاقتراح والتحرك، في إشارة إلى الدور الغائب للنقابات المغربية في الدفاع عن الفن والفنانين. وقد وجد هذا التصريح تفاعلا واسعا من زملائه في المجال الذين اعتبروا أن صمت النقابات يزيد الوضع سوءا.
كما انضمت الممثلة مجيدة بنكيران إلى حملة التضامن، حيث نشرت القرار على صفحتها موجهة دعوة صريحة إلى النقابات والمؤسسات الرسمية المكلفة بالقطاع الفني في المغرب من أجل التحرك واتخاذ موقف واضح بشأن اقتحام المجال من طرف غير المهنيين. وأكدت أن الوقت قد حان لرد الاعتبار لأهل التخصص الحقيقيين.
من جانبها، عبرت الفنانة فاطمة الزهراء أحرار عن إعجابها بالخطوة التي اتخذها المسؤول المصري، وكتبت تدوينة تدعو فيها إلى سن إجراءات مماثلة، معتبرة أن ما يحدث في الساحة الفنية المغربية هو إهانة للدراما وللفن الجاد. وأشارت إلى أن غياب المبادرات المماثلة يجعل المبدعين في المغرب يشعرون بالتخلي والتجاهل.
كما عبر الفنان زكرياء مامادو عن تأييده لهذا القرار من خلال نشره عبر حسابه على فيسبوك، ما يعكس حالة من الغضب والصمت الممزوج بالأمل في أن تصغى أصوات الفنانين الحقيقيين. وهو ما عبر عنه أيضا الممثل محمد حمزة، الذي تساءل عبر منشور له عن سبب تأخر الجهات المغربية في اتخاذ خطوة مشابهة، مضيفا تساؤلا يحمل الكثير من الدلالة: “ماذا ننتظر نحن؟”.
وشاركت أسماء فنية أخرى هذا الموقف، من بينها عزيز عبدوني وياسين جناتي، حيث أجمعت هذه الأصوات على ضرورة تحصين القطاع من التطفل والعبث، وإعادة الاعتبار لقيمة الفن المغربي ومكانة أهله. وهو ما يعكس إجماعا واسعا بين الفنانين على أن المرحلة تتطلب قرارات حاسمة تعيد التوازن للساحة وتكرس احترام المهنة وقواعدها.
1
2
3