أعربت الفنانة المغربية سعيدة شرف عن فخرها الكبير بالمشاركة في إحدى أعرق التظاهرات الفنية بالمغرب، وهي الدورة الرابعة والخمسون للمهرجان الوطني للفنون الشعبية الذي تحتضنه مدينة مراكش، داخل أروقة قصر البديع التاريخي، بالتزامن مع الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الأطلس الكبير المشرفة على تنظيم الحدث. واعتبرت أن الحضور في هذا الملتقى الثقافي يعكس أهمية المحافظة على الموروث الشعبي المغربي الغني برموزه وتفاصيله.
وخلال ندوة صحفية أقيمت على هامش المهرجان، عبرت سعيدة شرف عن اعتزازها بهذا الحدث الذي يجمع بين مختلف الفنون التراثية من ربوع المغرب، مشيرة إلى أن هذا التكريم يشكل لحظة فارقة في مسيرتها الفنية، خصوصا وأنها أول امرأة يتم الاحتفاء بها في هذا الإطار منذ انطلاق التظاهرة. وأكدت أن هذا التتويج يعتبر إضافة نوعية لرصيدها المهني، ودليلا على اعتراف المهرجان بعطاءاتها في الساحة الفنية.
وفي إطار التحضير لحفلها الفني المنتظر، أعلنت سعيدة شرف عن مفاجآت تحمل طابعا تراثيا متنوعا، ستحرص من خلالها على إبراز غنى الهوية المغربية. وأشارت إلى أن اللون الحساني سيحظى بمكانة بارزة على خشبة المسرح، من خلال حضور “الكدرة” ورقصة “الشرعة”، كما سترافقه إيقاعات من التراث الأمازيغي وألوان فلكلورية من الهيت وغيرها، بما يعكس التعدد الثقافي للمغرب ويمنح العرض طابعا متكاملا.
وفي حديثها عن مسارها، قالت سعيدة شرف إن سنوات تجربتها الفنية الممتدة على مدى عقدين من الزمن، لم تكن دوما ميسرة، بل حفلت بالمواقف والتحديات التي تجاوزتها بفضل العزيمة والاجتهاد. ووصفت التفاتة المهرجان بأنها محطة تقدير لمسار شاق، مؤكدة أنها تتقاسم هذا الاعتراف مع جمهورها الذي رافقها طيلة مسيرتها وساندها في مختلف مراحلها.
ولم تفوت الفنانة المناسبة دون الإشارة إلى امتنانها العميق للفنان الحاج يونس الذي حضر خصيصا للاحتفال بتكريمها، معتبرة أن له بصمة واضحة في انطلاقتها الفنية. وأبرزت أنه كان من بين الأوائل الذين دعموا خطواتها الأولى، خاصة في أول ظهور لها إلى جانب الفنان العالمي جون ميشال جار، ثم في سهرة جمعتها مع الفنان اللبناني وديع الصافي، وهما لحظتان شكلتا منعرجا مهما في رحلتها الفنية.
وتظل مشاركة سعيدة شرف في هذه الدورة من المهرجان دليلا على المكانة التي باتت تحتلها المرأة في الساحة الفنية، وتأكيدا على أهمية صون التراث المغربي من خلال وجوه استطاعت أن تكرس الفن كوسيلة للحفاظ على الذاكرة الجماعية. ويبرز هذا التكريم مدى الاعتراف الرسمي بدورها في إبراز المكون الحساني ضمن المنظومة الثقافية الوطنية، وجعلها جسرا للتواصل بين الماضي والحاضر.
1
2
3