برز عبد القادر الخراز، المعروف بقدرته على سرد الوقائع البوليسية الواقعية، في تجربة فنية جديدة أخرجته من عالم “يوتيوب” إلى شاشة السينما، من خلال مشاركته في فيلم “الربحة” الذي تم عرضه قبل أيام في قاعة ميغاراما بمدينة الدار البيضاء. هذه الخطوة لم تكن مفاجئة لمن يتابع مسيرته، إذ لطالما أظهر قدرة على تجسيد الأدوار بشكل تلقائي ومؤثر من خلال قصصه التي تلامس الواقع المغربي اليومي.
الخراز يعتبر أن موهبته في التمثيل ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى مرحلة الطفولة، حين كان يشارك في عروض مسرحية داخل دور الشباب، الأمر الذي ساعده على صقل بعض المهارات التعبيرية. ويؤمن بأن هذه التجربة المسرحية السابقة، بالإضافة إلى عشقه لسرد القصص الواقعية بأسلوب طبيعي، جعلاه أقرب إلى الشخصية التمثيلية القادرة على التفاعل مع النصوص والأدوار المختلفة.
وقد أعرب في تصريح صحفي عن امتنانه لإسناد دور كبير له في هذا الفيلم، معتبرا أن هذه المشاركة تمثل نقلة نوعية مقارنة بأدواره السابقة التي اقتصرت على مشاهد قصيرة أو لقطات عابرة. كما أكد أن ظهوره المتكرر في فيديوهاته على المنصة الرقمية، وهو يروي حكايات حقيقية بطريقته المميزة، جذب انتباه عدد من المخرجين الذين لمسوا فيه طاقة فنية تستحق التوجيه والاستثمار.
عبد القادر الخراز، رغم تقاعده من العمل الأمني، يرفض الانزواء أو الابتعاد عن النشاط اليومي، إذ يجد متعته في التواصل مع الجمهور عبر محتوى واقعي يعكس تفاصيل من المجتمع، كما لا يتردد في خوض تجارب جديدة تسمح له بالتعبير عن طاقاته الإبداعية، سواء داخل إطار السرد الرقمي أو من خلال أدوار تمثيلية تتيح له عيش مغامرات مغايرة.
خلال تصوير مشاهد فيلم “الربحة”، استفاد الخراز من تدريب مكثف على يد فريق متخصص، هدفه مساعدته على التمكن من تقنيات الأداء السينمائي وتوجيه تلقائيته في السياق الفني المطلوب. وقد ساعد هذا التدريب في تعزيز ثقته بنفسه ومنحه القدرة على الانسجام مع بقية الفريق التمثيلي، ما أضفى على حضوره أمام الكاميرا صدقا فنيا وتوازنا في الأداء.
أما مخرج الفيلم رشيد محب، فقد رأى في الخراز الشخصية المثالية لتجسيد دور رجل أمن يتأهب لتوديع الخدمة، لكنه يجد نفسه في خضم مطاردة لشبكة مشبوهة، وهو دور يتماشى مع خلفية الخراز المهنية وسهل عليه التأقلم مع تفاصيل الشخصية. وأوضح المخرج أن عملية اختيار الممثلين تمت بدقة من خلال تجارب أداء حرصت على مطابقة كل فنان بالشخصية الأنسب له.
يسلط الفيلم الضوء على التحولات التي عرفها المجتمع المغربي في التسعينيات من خلال قصة ثلاثة شبان من حي شعبي، لا يملكون أدنى فكرة عن طرق الربح الحديثة عبر الإنترنت. وقد جسد أدوار هؤلاء الشباب كل من طارق البخاري، عمر لطفي وزهير زائر، في عمل يرصد مفارقات اجتماعية واقتصادية طبعت فترة زمنية حساسة، مبرزا في الآن ذاته ما يمكن أن تنسجه الطموحات من مفاجآت في حياة الأفراد.
1
2
3