موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

برعاية الأميرة لالة مريم قمة النساء في الدار البيضاء تبرز دور القيادات النسائية في الابتكار والتنمية المستدامة بإفريقيا


خديجة زاز 

1

2

3

برعاية سامية من صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، تستضيف مدينة الدار البيضاء النسخة الثالثة من القمة النسائية خلال يومي 18 و19 يونيو الجاري، وذلك بفندق حياة ريجنسي. وتأتي هذه الفعالية بمبادرة من مؤسسة “Startup Grow” من خلال منصتها المتميزة “Growth Women”، التي تسعى إلى تمكين النساء عبر مجالات متعددة من الابتكار والتنمية.

وتنظم القمة هذه السنة تحت شعار يعكس دينامية المرحلة الراهنة: “عالم جديد، رهانات جديدة لإفريقيا: النساء كمحركات للابتكار، والعدالة، والاستدامة”. ويأتي هذا الشعار انسجاماً مع التحولات العالمية المتسارعة التي تفرض على القارة الإفريقية ضرورة تبني مقاربات متجددة وشاملة تعزز من موقعها في السياق الدولي.

ويشارك في هذا الحدث نخبة من النساء القياديات والمستثمرين وصناع القرار، إلى جانب مسؤولين حكوميين من مختلف البلدان الإفريقية ومن أفراد الجالية المغربية بالخارج. ويهدف اللقاء إلى بلورة رؤى جديدة حول قضايا محورية كالصحة والتشغيل والتحول الرقمي والانتقال البيئي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي للنساء في إعادة تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.

وتحظى جوائز “Ubuntu” باهتمام خاص داخل برنامج القمة، حيث جرى تخصيصها لتكريم نساء ومؤسسات ساهموا في تحقيق نتائج ملموسة في ميادين التنمية المجتمعية والابتكار الاجتماعي. وتستند هذه الجوائز إلى فلسفة التضامن والمسؤولية الجماعية، وتُمنح للذين أحدثوا أثرا واضحا في بيئاتهم المحلية أو القارية.

وتشمل فئات التكريم مجالات متعددة أبرزها القيادة النسائية والتعليم، بالإضافة إلى الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال ذات الأثر المجتمعي. كما تولي الجوائز اهتماما خاصا بالمبادرات التي تعزز من المساواة والتنوع داخل المجتمعات، ويجري تسليمها خلال أمسية احتفالية متميزة.

وفي إطار سعي القمة إلى احتضان الطاقات الشابة وتشجيعها على الإبداع، تم تنظيم هاكاثون وطني واسع غطى ثلاث جهات مغربية، حيث تميزت المشاركة النسائية فيه بشكل لافت. وتوزع هذا الحدث على جهة الشرق بشراكة مع جامعة مولاي عبد الله، وجهة فاس-مكناس بالتعاون مع جامعة مولاي إسماعيل، إلى جانب جهة الدار البيضاء الكبرى بشراكة مع المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وشارك في هذه الورشات المبتكرة أكثر من 150 شابا وشابة، عملوا في فرق متعددة على تطوير أفكار موجهة لخدمة أهداف التنمية المستدامة. وأسفر هذا المجهود عن اختيار عشرة مشاريع واعدة سيتم تقديمها خلال فعاليات القمة، بما يمنح المشاركين فرصة استثنائية للانطلاق نحو آفاق جديدة من التميز والريادة.

ويمتد برنامج القمة على مدى يومين متتاليين، ويجمع عددا من الموائد المستديرة التي يؤطرها خبراء دوليون ومهنيون مرموقون في مجالات متعددة. كما يتم تنظيم ورشات تطبيقية ومساحات للتكوين العملي، إلى جانب جلسة استثمارية تهدف إلى تقديم الدعم المالي للمشاريع المنتقاة ضمن الهاكاثونات الجهوية.

وتخصص القمة جناحا خاصا لعرض منتجات التعاونيات النسائية التي تنشط بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكل من إقليم أزيلال وعمالة عين السبع–الحي المحمدي. كما تم إعداد فضاء للتواصل المهني بين الفاعلات والمستثمرين وصناع القرار من خلال لقاءات شبكية منظمة بعناية لتشجيع بناء الشراكات الفعالة.

وتتناول محاور النقاش خلال الحدث عدداً من المواضيع ذات الراهنية، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والبلوكشين، إلى جانب مواضيع الزراعة الذكية والصناعات الخضراء. وتُطرح إشكاليات التمويل وتعزيز فرص التعليم والرعاية الصحية كمداخل أساسية لدعم ريادة المرأة الإفريقية.

ومن بين أبرز الإضافات التي تميز هذه النسخة، تم تأسيس لجنة علمية تضم أسماء لامعة من داخل المغرب وخارجه، يعهد إليها بتأطير المحاور وضمان جودة المحتوى. وتشمل هذه اللجنة شخصيات مؤثرة في مجالات مثل الاقتصاد والدبلوماسية والتكنولوجيا وحقوق الإنسان، ما يعزز من البعد الأكاديمي للقمة ويمنحها طابعا فكريا عاليا.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت حنان آيت عيسى، رئيسة مؤسسة “Startup Grow”، أن قمة الدار البيضاء لا تندرج ضمن الفعاليات العادية، بل تمثل تجسيدا فعليا لقناعة راسخة بدور النساء في إحداث التغيير وتسريع وتيرة النمو المستدام داخل القارة الإفريقية.

وتسعى القمة في ختام أشغالها إلى بلورة وثيقة مرجعية تحمل اسم “توصيات الدار البيضاء”، ستتضمن خلاصة التجارب والنقاشات والمبادرات الناجحة التي شهدتها الدورة. كما سيجري إعداد كتاب أبيض يجمع أبرز الممارسات المثالية بهدف وضعه بين يدي صناع القرار والجهات الفاعلة في مجال تمكين المرأة والابتكار في إفريقيا.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا