غالي بنبريك يعرب عن تأثره العميق بتجسيد شخصية مصابة بالتوحد في مسلسل “على غفلة”

غالي بنبريك هو طفل ممثل صاعد في الساحة الفنية المغربية، بدأ في إثبات موهبته من خلال بعض الأعمال التلفزيونية التي شارك فيها. من أبرز محطات تجربته دوره المميز في مسلسل “على غفلة”، حيث تمكن من تقديم أداء ترك أثرا واضحا وبصمة لا تنسى في قلوب المشاهدين المغاربة، مما يدل على إمكانياته الكبيرة رغم صغر سنه.
وكشف غالي عن تجربته الفنية في مسلسل “على غفلة” حيث جسد شخصية “إسماعيل” الشاب المصاب بطيف التوحد، معبرا عن التحديات التي واجهها في تقديم دور يحمل أبعادا نفسية وإنسانية دقيقة. وأوضح أن هذا الدور تطلب منه تحضيرا مكثفا واهتماما كبيرا بالتفاصيل ليتمكن من نقل صورة صادقة تعكس واقع الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب.
وأضاف بنبريك أن أداءه كان نتاج بحث معمق ومتابعة دقيقة لكيفية تصرفات وحركات المصابين بالتوحد، مؤكدا أنه حرص على عدم المبالغة أو التصنع في التعبير، بل كان هدفه التعبير بصدق وبأسلوب إنساني رفيع. ولفت إلى أن هذه التجربة كانت محطة مهمة في مسيرته الفنية وأثرت في نظرته للحياة وأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ورد الفنان على سؤال حول تأثير الدور على حياته الشخصية، مبينا أن تجسيد شخصية “إسماعيل” جعله يكتسب وعيا أعمق وتعاطفا أكبر مع الأشخاص الذين يواجهون تحديات مماثلة. وأكد أن الأداء كان بمثابة رحلة لفهم الآخر بصدق وحنو، بعيدا عن التمثيل التقليدي.
وكشف غالي أنه اعتمد على مصادر علمية وشهادات حقيقية لتكوين ملامح الشخصية، كما اهتم بالتفاصيل الصغيرة كطريقة الكلام ونبرة الصوت وحركات الجسد، مشيرا إلى أن المصداقية كانت من أولويات العمل كي لا يتحول الدور إلى مجرد رسم درامي فارغ.
وأوضح بنبريك أن المجتمع لا يزال بحاجة إلى تغيير النظرة تجاه الأشخاص المصابين بالتوحد، مشددا على ضرورة فهم أن الاختلاف لا يعني المرض أو النقص، بل تنوع في طرق التفكير والتواصل. وبين أن الفن يحمل مسؤولية كبيرة في تصحيح هذه الصورة عبر تقديم قصص إنسانية تلامس المشاهدين، مؤكدا أن مسلسل “على غفلة” كان فرصة لإيصال هذه الرسالة.
وأكد الفنان أن أجواء العمل كانت محفزة جدا، وأنه وجد دعما كبيرا من زملائه الممثلين المخضرمين الذين ساعدوه على تطوير أدائه. ورد على سؤال عن علاقته بزملائه، مشيرا إلى وجود علاقة قوية مع الذين أدوا أدوار إخوته في المسلسل، حيث كانت الأجواء عائلية وأثرت إيجابيا على تفاعلهم أمام الكاميرا.
وكشف غالي عن تقديره الكبير للمخرج هشام الجباري، مبينا أن أسلوبه في التوجيه كان يترك له حرية التعبير مع توفير دعم نفسي مهم خاصة في المشاهد العاطفية المعقدة، مضيفا أن هذا التعاون جعل تجربته مع المخرج تجربة مريحة ومثرية.
وفيما يخص مستقبله الفني، أكد بنبريك أنه سيطل قريبا في مسلسل “قفطان خديجة” للمخرجة لميس خيرات، بالإضافة إلى مشاركته في مسلسل “أنا حرة” للمخرج اكساس، معبرا عن أمله في أن تحظى هذه الأعمال بإعجاب الجمهور وتضيف إلى رصيد تجربته الفنية.
ووجه الفنان الشاب كلمة شكر وامتنان لكل من ساند مسلسل “على غفلة” من الجمهور والمتابعين، مشيرا إلى أن دعمهم يشكل حافزا أساسيا للاستمرار والتطور في مشواره الفني، معربا عن حرصه على تقديم أعمال مميزة تليق بتطلعات محبيه.