في مشهد يحمل أبعادا إنسانية عميقة، استضاف المنتخب الوطني المغربي مجموعة من أطفال جمعية كنوز 21 من المصابين بالثلاثي الصبغي (متلازمة داون)، وذلك بدعوة كريمة من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي حرص على إشراك هؤلاء الأطفال في الأجواء الرياضية خلال اللقاء الودي الذي جمع الفريق الوطني بنظيره البنيني. وقد شهد اللقاء لحظات استثنائية طبعتها البهجة والتأثر، في مبادرة تهدف إلى تقوية جسور الاندماج والاعتراف بالاختلاف كقيمة مضافة.
وقد حرص اللاعبون على منح الأطفال لحظات لا تنسى، حيث ظهر النجم أشرف حكيمي يتوسطهم بابتسامة دافئة، إلى جانب المدرب وليد الركراكي الذي شاركهم الصور التذكارية، فيما رصدت عدسات الكاميرا حضور الحارس ياسين بونو رفقة العداء المغربي العالمي سفيان البقالي، في تفاعل إنساني صادق يعكس الروح التضامنية التي تطبع المنتخب الوطني.
رئيسة جمعية كنوز 21 نشرت تدوينة مؤثرة على حساب الجمعية في إنستغرام، وصفت فيها الأطفال ب”ضيوف الشرف” في هذا الحدث الرياضي، وقدمت شكرا خاصا لرئيس الجامعة وكافة الطواقم التي سهرت على تنظيم هذا اللقاء، معتبرة أنه لحظة تاريخية تهدف إلى زرع الفرح في قلوب الأطفال من ذوي الثلاثي الصبغي، وتعزيز الوعي المجتمعي بقيمة التعدد والاختلاف.
كما ثمنت الجمعية الجهود المبذولة من طرف كل المتدخلين، معتبرة أن إشراك الأطفال المصابين بالثلاثي الصبغي في هذا النوع من الفعاليات يساهم في إشاعة ثقافة الإدماج الإيجابي، ويمنحهم شعورا حقيقيا بالانتماء إلى النسيج الوطني، خاصة عندما يتعلق الأمر بفريق يمثل رمزا للفخر الشعبي والهوية الوطنية.
وقد عبر الأطفال، رغم اختلافاتهم، عن شغف كبير بكرة القدم، حيث تفاعلوا بعفوية وفرح مع اللاعبين، وأبانوا عن ارتباط وجداني قوي بالراية المغربية، ما أضفى على المشهد طابعا عاطفيا لافتا يعكس مدى أهمية مثل هذه المبادرات في دعم الثقة بالنفس وتحفيز الطاقات الكامنة.
إن هذه المبادرة الإنسانية ليست سوى نموذج لما يمكن أن تقدمه الرياضة كمجال جامع يعكس أسمى القيم الاجتماعية، حيث تبرز قوة اللقطة الإنسانية في بناء مجتمع أكثر عدالة واحتواء، يعترف بجميع فئاته ويمنح كل أفراده فرصة للظهور والتقدير دون تمييز أو إقصاء.
1
2
3