سحر الصديقي تتألق من جديد في عمل درامي يعكس تأثير التكنولوجيا على المجتمع

تطل الفنانة المغربية سحر الصديقي على جمهورها من خلال دور جديد يجمع بين الطابع الكوميدي والدرامي، حيث تجسد شخصية معاصرة تعيش وسط عالم يطغى عليه الحضور الطاغي للتكنولوجيا. ويعرض هذا العمل، الذي يحمل عنوان “منال”، على القناة الأولى برؤية إخراجية لهشام العسري، الذي سعى لتقديم صورة فنية تمزج بين واقعية الحياة اليومية والتغيرات الرقمية التي أصبحت تفرض نفسها على العلاقات الإنسانية.
يناقش مسلسل “منال” محاور ترتبط بالذكاء الاصطناعي واستخداماته في الحياة العصرية، من خلال أحداث مبنية على سيناريو مبتكر يمزج بين الفكاهة والتأمل. يتكون من أربع حلقات متكاملة تسرد تحولا تدريجيا في نظرة الشخصيات إلى تأثير التقنية، مما يمنح القصة طابعا فلسفيا وإنسانيا يسلط الضوء على تأثير هذه الثورة الرقمية على تفاصيل الحياة البسيطة والمعقدة على حد سواء.
وجاء تنفيذ مسلسل “منال” بعد سلسلة من التحضيرات التي أشرف عليها طاقم محترف بقيادة المخرج، حيث تم الحرص على كل تفاصيل التصوير ليعكس واقعية الفضاءات التي تعيش فيها الشخصيات. أما السيناريو، فقد صيغ بأسلوب يعكس تفاعل الإنسان مع الآلات، ويثير تساؤلات عميقة حول إمكانية أن تستبدل المشاعر الحقيقية بقرارات رقمية لا تعترف بالعفوية أو الإنسانية.
من بين التقنيات المثيرة للانتباه المستخدمة في مسلسل “منال” نجد تقنية “ديب فايك”، التي توظف بشكل محوري ضمن الحبكة الدرامية، إذ تؤدي إلى تغييرات مفاجئة في مجرى الأحداث. وتواجه سحر الصديقي من خلال هذا الدور تحديات وجودية حين تجد نفسها ضحية لهذه التقنية، ما يجعل تجربتها التمثيلية عميقة تنبض بالتوتر والصدق في آن واحد، وتدفع الجمهور للتأمل في حدود أخلاقيات التكنولوجيا.
ولا يتوقف مسلسل “منال” عند حدود التطور التقني، بل يتعمق في قضايا اجتماعية تلامس واقع الناس، من بينها التغيرات التي تطال العلاقات الإنسانية بسبب التأثير الخفي للتطبيقات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي. ويطرح تساؤلات حول ما إذا كنا لا نزال نعيش حياتنا بحرية، أم أننا أصبحنا نتبع ما ترسمه لنا الخوارزميات من اختيارات وسلوكيات.
يقدم مسلسل “منال” رؤية درامية جريئة حول التعايش المعقد بين الإنسان والتكنولوجيا، ويمنح سحر الصديقي فرصة جديدة لتبرز طاقتها التمثيلية من خلال شخصية نابضة بالحياة والتحديات. وبين مشاهد تعكس الواقع وتفاصيل تمتزج بالخيال، تتألق الصديقي مرة أخرى في دور يعكس ملامح مجتمع يتغير بوتيرة تفوق قدرته على الاستيعاب.