تألقت الفنانة غيثة برادة خلال هذا العام بين التزاماتها المهنية وتحولاتها الشخصية، إذ شكلت تجربتها محطة غنية بالمشاعر والانطباعات المتباينة. فبملامح هادئة وصوت يفيض بالصدق، كشفت عن علاقتها العميقة بالتمثيل، واصفة إياه بأنه مساحة داخلية تعود إليها كلما شعرت بثقل الأيام وضجيج الواقع. لم يكن الفن بالنسبة إليها مجرد مهنة، بل ملاذا روحانيا تتنفس من خلاله وتستعيد توازنها حين يتسارع إيقاع الحياة.
وفي سياق حديثها، توقفت غيثة عند تجربتها في الغربة، حيث أقامت لفترات طويلة في فرنسا، وهناك تلمست الوجه الآخر للوحدة. فقد عبرت عن إحساسها العميق بالعزلة، خاصة في أيام الشتاء الباردة، حين يغدو الحنين أكثر حضورا، ويزداد الاشتياق لدفء العائلة وحميمية الأصدقاء. فرغم محاولاتها الدائمة للتكيف مع بيئة جديدة وعادات مغايرة، ظل الشعور بالابتعاد عن الجذور حاضرا في تفاصيل يومها.
ومع ذلك، لم تترك الفنانة نفسها رهينة للظروف أو للمشاعر السلبية، بل استطاعت أن تبني معادلة دقيقة تجمع بين التزاماتها الفنية وحياتها الخاصة. فقد تحدثت عن حرصها على تنظيم وقتها وتجاوز التحديات دون أن تفقد بوصلة شغفها، مؤكدة أن الوصول إلى هذا التوازن لم يكن سهلا، لكنه كان ضروريا للاستمرار بثبات وثقة.
وفي خضم هذا التفاعل المستمر بين الداخل والخارج، برز دور العائلة كعنصر لا يمكن الاستغناء عنه في حياة غيثة. فقد عبرت عن تقديرها العميق لوجود أهلها إلى جانبها، معتبرة أن الدعم العائلي هو السند الأول الذي يمدها بالقوة والسكينة، حتى حين تكون المسافة بينهما بعيدة. وبالنسبة لها، لا يعوض أي إنجاز فني عن لحظة دفء تجمعها مع من تحب.
وفي رحلتها بين عوالم الفن وتقلبات الحياة، بدا واضحا أن غيثة برادة لم تتوقف عند حدود الأداء التمثيلي فقط، بل حولت تجربتها إلى شكل من أشكال التوازن الداخلي، تستند إليه لمواجهة تحديات الغربة وضغوط المهنة. وبين لحظات التعبير الفني ولحظات الصمت الشخصي، رسمت لنفسها طريقا تنسج فيه حضورها بهدوء وعمق.
1
2
3