إلهام قروي، الفنانة المعروفة بحرصها على تقديم أدوار مميزة ومتنوعة، دخلت تجربة فنية مختلفة هذه المرة من خلال تجسيد شخصية مثيرة للجدل في فيلم جديد. في لقاء صحفي، تحدثت قروي عن مخاوفها الأولية قبل قبول هذا الدور، الذي يبتعد كليا عن الصور التي اعتاد الجمهور رؤيتها فيها. وأكدت أن هذه الشخصية الجديدة تمثل تحديا كبيرا بالنسبة لها بسبب طبيعتها المختلفة والجرأة التي تتطلبها.
في حديث خصت به وسائل الإعلام، عبرت الفنانة إلهام قروي عن مشاعرها تجاه ردود الفعل المختلفة التي تلقتها بعد تجسيدها شخصية فتاة تعمل كوسيط في مجال الدعارة ضمن أحداث فيلم “الوترة” للمخرج إدريس الروخ. أكدت قروي أن هذا الدور يمثل نقلة نوعية بعيدا عن الأدوار التي عرفها الجمهور عنها، مشيرة إلى شعورها بالقلق قبل قبول العمل بسبب جراءته واختلافه الكبير عن شخصيتها الحقيقية.
أوضحت الفنانة أن شخصيتها في الفيلم تتناول حياة فتاة تدخل عالم الدعارة ثم تتحول إلى وسيطة، وهو ما يجعل الدور يتطلب تقديم مشاهد تظهر فيها تصرفات قد تجرح مشاعر المشاهدين. وأشارت إلى أن هذا التحدي الفني دفع بشخصيتها إلى اتخاذ قرار الهجرة لاحقا، كما بينت أن الفيلم يعرض سردا يمتد عبر فترتين زمنيتين، ما يعكس تحولات عميقة في حياة الشخصيات، مما يجعل هذه التجربة إضافة نوعية لمسيرتها التمثيلية.
على الرغم من مخاوف إلهام قروي، كانت هناك طمأنينة من جانب المخرج إدريس الروخ الذي أكد لها أن الرؤية الفنية للفيلم لا تهدف إلى الإساءة أو الإهانة، بل لتسليط الضوء على واقع اجتماعي يعايشه الكثيرون. وأضافت قروي أن العمل يقدم صورا حقيقية من المجتمع، داعية الجمهور إلى مشاهدة الفيلم في السينما للاستفادة من هذه التجربة التي تمثل فرصة لتطوير مهاراتها الفنية وتعزيز ثقتها بفريق العمل.
يروي فيلم “الوترة” قصة الفنان الشعبي “شعيبة” الذي قرر الهجرة من قريته إلى مدينة الدار البيضاء في العام 1997 بحثا عن تحقيق حلمه في عالم الغناء والعزف. هناك يلتقي بشخصيات مختلفة من بينها قريب له مرتبط بتجارة المخدرات، ما يدخله في دوامة من المشاكل التي تؤثر سلبا على حياته العائلية وتدفعه إلى التخلي عن زوجته وطفله.
تتقاطع أحداث الفيلم بين عامي 1997 و2023 ليبرز رحلة “شعيبة” من فنان شاب طموح إلى شخص غارق في الإدمان، حيث تزداد معاناته مع مرور الوقت رغم محاولاته المتكررة للعودة إلى الطريق الصحيح. تدفعه الظروف في النهاية إلى إدارة “كباريه” يستخدم كمخبأ للمخدرات، ما يعيده إلى مسار الانحدار الذي حاول التخلص منه في البداية.
يستعرض الفيلم من خلال شخصية “شعيبة” العديد من التحديات المرتبطة بالهوية الفنية والاجتماعية، حيث يسلط الضوء على الصراعات التي يواجهها الفنان داخل بيئته وتأثير الظروف المحيطة على مساره. وذكرت إلهام قروي أن الفيلم يمثل انعكاسا للواقع الذي يعيشه كثير من أفراد المجتمع المغربي، حيث تتسبب العوامل الاجتماعية في انحراف البعض عن مسارهم الصحيح.
تم تنفيذ تصوير فيلم “الوترة” في عدد من المدن المغربية مثل الدار البيضاء، المحمدية، والمنصورية، مما أضفى على العمل واقعية كبيرة من خلال تنوع المشاهد والأماكن. إلى جانب إدريس الروخ، يشارك في بطولة الفيلم نخبة من الممثلين المعروفين من بينهم سحر الصديقي، حميد السرغيني، طارق البخاري، إلهام قروي، كريم بولمال، والشرقي الساروتي، ما ساهم في إثراء التجربة الفنية للفيلم.
1
2
3