غابت صباح الثلاثاء الفنانة القديرة سميحة أيوب عن الحياة، بعد أن أمضت ما يزيد عن تسعة عقود في العطاء الفني، تاركة وراءها إرثا مسرحيا ودراميا يخلده الزمن. وقد توفيت عن عمر بلغ 93 عاما، مخلفة أثرا كبيرا في الساحة الفنية المصرية والعربية.
وفي بيان نعي مؤثر، أعلنت نقابة المهن التمثيلية المصرية وفاة الفنانة، مشيدة بما قدمته من إسهامات فنية شكلت محطات بارزة في تطور المسرح والدراما. كما عبر البيان عن امتنان الوسط الفني لدورها البارز في النهوض بالحياة الثقافية وإدارة مؤسساتها بكل كفاءة.
نال اسم سميحة أيوب مكانة مرموقة بين عمالقة التمثيل، إذ لقبت ب”سيدة المسرح العربي” بفضل أدائها المتقن وحضورها اللافت. وقد استطاعت عبر مسيرتها الطويلة أن تؤسس لأسلوب أدائي مميز جمع بين الصدق التعبيري والقدرة على تجسيد الأدوار المعقدة.
انطلقت رحلتها مع الفن في سن مبكرة، وظهرت لأول مرة على الشاشة في فيلم “المتشردة” سنة 1947. ولم تلبث أن التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1949 حيث تتلمذت على يد الفنان زكي طليمات. وبموازاة دراستها، شاركت في أعمال سينمائية مثل “شاطئ الغرام” و”ورد الغرام” التي ساهمت في بروزها خلال فترة الخمسينات.
لم يقتصر دورها على التمثيل فقط، بل تقلدت مناصب إدارية في مؤسسات مسرحية كبرى، إذ أدارت المسرح الحديث بين عامي 1972 و1975، ثم المسرح القومي مرتين، مما يدل على ثقة الوسط الفني بقدراتها القيادية والفنية في آن واحد.
على امتداد مسيرتها، شاركت في ما يقرب من 170 عملا مسرحيا، فضلا عن حضورها القوي في السينما والتلفزيون. وتميزت أعمالها بالتنوع الكبير، حيث تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة، وجسدت أدوارا تركت بصمتها في وجدان الجمهور والنقاد على حد سواء.
تعد سميحة أيوب واحدة من الأسماء القليلة التي استطاعت الحفاظ على وهجها لعقود طويلة، بفضل إيمانها العميق برسالة الفن، وإخلاصها للعمل، وموهبتها التي تزداد نضجا مع الزمن. وسيبقى اسمها مرجعا لكل من يرغب في التمثيل الجاد والمسرح الحقيقي الذي يخاطب الوعي والوجدان.
1
2
3