تشهد الساحة الرقمية تحولات نوعية مدفوعة بالتطور التقني المتسارع، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يشكل محورًا أساسيا في صناعة المحتوى البصري، لا سيما لدى المشاهير الذين يبحثون بشغف عن أدوات حديثة تضيف إلى حضورهم رقياً وتفاعلاً أكبر مع المتابعين.
وفي هذا الإطار، استطاعت الفنانة المغربية رجاء بلمير أن تخلق موجة من الجدل عبر صورة مبتكرة شاركتها مع جمهورها من خلال حسابها الرسمي على منصة إنستغرام، مستخدمة في إنشائها تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الصورة، بما حملته من لمسات فنية دقيقة وإبداع رقمي، سرعان ما أصبحت محور نقاش واسع بين متابعيها.
وبعد وقت وجيز، اتجهت المؤثرة المغربية كوثر بامو هي الأخرى إلى استثمار هذه التقنيات، حيث عرضت عبر حسابها الشخصي مجموعة من الصور المصممة بالذكاء الاصطناعي، تمزج بين الخيال والواقعية في تفاصيلها. وقد أثارت هذه الصور موجة من التفاعل، حيث أبدى كثير من المتابعين إعجابهم بجودتها، بينما عبّر آخرون عن ترددهم إزاء مدى واقعية تلك الصور وانعكاسها على الهوية الشخصية في الفضاء الافتراضي.
ومن خلال هذا التوجه المتزايد نحو تبني الذكاء الاصطناعي في المحتوى الفني، يبدو جليًا أن هذا المجال لم يعد مقتصرًا على البرمجيات أو الأبحاث التقنية، بل تجاوز ذلك إلى كونه أداة تعبير فني حديثة تتيح للمبدعين تشكيل عوالم جديدة تتجاوز حدود التصوير التقليدي.
كما أن دخول هذه التكنولوجيا إلى حياة المشاهير لم يقتصر على مجرد الاستعراض البصري، بل أصبح وسيلة للتأثير في الجمهور وإعادة تعريف العلاقة بين الفنان ومتابعيه، عبر صور تحمل طابعا خياليا لكنها تعكس في جوهرها ميولا إبداعية حقيقية.
ويستمر الذكاء الاصطناعي في فرض حضوره بقوة داخل فضاءات الإنتاج الرقمي، حيث يتخذ طابعا متجددا ومرنا يتيح إمكانيات غير مسبوقة للابتكار والتأثير، مما يجعله أداة محورية يعاد من خلالها تشكيل مفاهيم الجمال والتواصل والإبداع في عالم يزداد تداخله بين الحقيقي والافتراضي يوما بعد يوم.
1
2
3