“الزيتونة إف سي” يعانق العالمية عبر بوابة دوري الملوك برؤية فنية ومغربية متكاملة

خديجة زاز

تتجه أنظار عشاق المستديرة نحو تجربة مغربية متميزة تنطلق من قلب مدينة مراكش، حيث يستعد نادي الزيتونة إف سي لخوض مغامرة استثنائية في واحدة من أبرز البطولات الكروية المستحدثة عالميا، دوري الملوك. هذه الخطوة النوعية جاءت إثر دعوة مباشرة تلقاها الفريق من النجم الإسباني المعتزل جيرارد بيكيه، مؤسس المسابقة، وهو ما يعكس حجم الثقة والإعجاب الذي يحظى به الفريق المغربي على الساحة الدولية.

تأسس الزيتونة إف سي عام 2019 بمبادرة طموحة حملت توقيع النجم العالمي ميتر غيمس، الذي لا يخفي حبه العميق للمغرب، وبدعم قوي من مدير أعماله يوسف أعراب، الذي كان ولا يزال العقل المدبر لتطوير هذا المشروع الرياضي. وقد تحول النادي إلى منصة حقيقية تمنح الأمل والفرص للمواهب المحلية، حيث يتكون الفريق حصريا من لاعبين شباب ينحدرون جميعا من مدينة مراكش.

يحمل النادي في جعبته سجلا حافلا بالنجاحات، إذ توج ببطولة المغرب سنة 2022، وشارك بفعالية لافتة في كأس العالم التي احتضنتها ألمانيا عام 2023، دون أن يتلقى أي خسارة في 345 مباراة متتالية. ويعد هذا المسار من الإنجازات ثمرة لرؤية واضحة وممنهجة تهدف إلى تكوين جيل رياضي قادر على رفع راية المغرب في المحافل الكبرى، وهي رؤية يؤمن بها يوسف أعراب الذي يرى في اللاعبين أكثر من مجرد رياضيين، بل يعتبرهم أشقاء يحمل مسؤولية تمكينهم ودعمهم.

وقد أكد يوسف أعراب، في تصريحات إعلامية سابقة، أن مشروع الزيتونة إف سي لم يكن يوما مجرد مغامرة رياضية، بل هو مشروع إنساني واجتماعي قبل كل شيء. فمن خلال توفير بيئة احترافية متكاملة، يعمل على تعزيز الثقة لدى اللاعبين الشباب وتوسيع آفاقهم، بحيث يصبحون مؤهلين للتميز داخل وخارج الملعب. ويولي أهمية خاصة للقيم الأخلاقية والانضباط، معتبرا أن الاحترام والتفاني في اللعب هما الأساس الذي يقوم عليه الفريق.

ومع هذه المشاركة المنتظرة في دوري الملوك، يدخل الفريق في تحد جديد ضمن بطولة فريدة من نوعها تمزج بين الحماس التنافسي والعروض الترفيهية. البطولة، التي أطلقت عام 2022 بمشاركة المؤثر إيباي يانوس إلى جانب بيكيه، أعادت تعريف كرة القدم السباعية عبر مباريات سريعة ومثيرة تستمر أربعين دقيقة وتتميز بعدم السماح بالتعادل، مع نظام مبتكر يشمل بطاقات مفاجئة وتبديلات غير محدودة.

وقد شهد هذا الدوري انتشارا سريعا في أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث استقطب جماهيرا واسعة من مختلف الأعمار والخلفيات، بفضل طابعه الاحتفالي وروحه المتجددة. وهو ما يجعل من مشاركة الزيتونة إف سي فرصة مثالية لتمثيل المغرب بأسلوب عصري واحترافي يجمع بين التقاليد الكروية والطموح العالمي.

وتتوجه أعين جمهور مراكش، ومعه جمهور كرة القدم في المغرب بأسره، إلى الفريق الذي يحمل آمالا كبيرة في كتابة فصول جديدة من النجاح، ورفع راية الوطن في هذه الساحة الجديدة. فالمشاركة في دوري الملوك لا تعد فقط شرفا رياضيا، بل هي اعتراف عالمي بمستوى الكرة المغربية وقدرتها على المنافسة في أجواء تجمع بين المتعة والجدية، التحدي والإبداع.