موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي في دورته 28 بإفريقيا وإيطاليا كجسر للتلاقي الثقافي والروحي


انطلقت يوم أمس الجمعة فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، حاملة شعار انبعاثات، في دورة استثنائية تحتفي بإفريقيا وإيطاليا، وتجدد التزام المغرب بدوره كجسر حي بين الثقافات والحضارات. ويأتي هذا الحدث ليعزز المكانة الثقافية والروحانية لمدينة فاس، التي تظل على مر التاريخ رمزا للتعددية والانفتاح.
ويجمع مهرجان هذه السنة أكثر من 200 فنان ينتمون إلى 15 بلدا، في تظاهرة فنية تثري المشهد العالمي بمزيج من التقاليد الموسيقية المتنوعة. وتواصل مدينة فاس من خلال هذا المهرجان تأكيد مكانتها كمركز للحوار الثقافي، حيث تستقبل على مدار أيامه التسعة فنانين من مختلف أنحاء العالم، يجسدون بروحهم الإبداعية تنوعا غنيا في الألوان الموسيقية.
ومن خلال هذه الدورة، يواصل المغرب ترسيخ صورته كفضاء للتجديد الفني والروحي، بعد أن كان موضوع الدورة السابقة يتمحور حول شوقا لروح الأندلس. أما دورة 2025، فتأتي لتسهم في تعزيز مكانة المغرب ضمن خارطة التبادل الثقافي العالمي، وتعكس رؤيته في تثمين الروابط المشتركة مع إفريقيا وأوروبا.
وخلال أيام المهرجان، ستحتضن المواقع التاريخية لمدينة فاس، من ساحات ومعالم معمارية، حفلات موسيقية تمثل فسيفساء من التقاليد العالمية. إذ تشارك فرق موسيقية وفنانون من إيطاليا وتركيا وفرنسا وإسبانيا وسويسرا، في عروض تعكس غنى التراث الإنساني وتنوع روافده الثقافية.
كما يُخصص للموسيقى الإفريقية حضور بارز من خلال فرق وفنانين قادمين من مالي وغانا وكوت ديفوار والسنغال، ليقدموا لوحات فنية تنبض بروح التصوف الإفريقي وقيم السلام والتسامح. وتجسد هذه المشاركة عمق انتماء المغرب لقارته الإفريقية، وتعزز مكانته كفاعل أساسي في ترسيخ التعاون الثقافي جنوب-جنوب.
أما الحضور النسائي في هذه الدورة، فيبرز عبر تعبيرات فنية متميزة تلامس روح التصوف النسوي، من خلال فرق مثل الديبا التي تقودها نساء مايوت، وأصوات شاعرات من كازاخستان، إضافة إلى عروض تقدمها فنانات شابات من إيران بأغاني فارسية كلاسيكية، ما يمنح المهرجان بعدا إنسانيا ووجها نسائيا متجددا.
ويتواصل تكريم إفريقيا باعتبارها مصدرا غنيا للإبداع الفني، ما يعكس سياسة المغرب الثقافية الهادفة إلى تعزيز الروابط القارية. في المقابل، تكرم هذه الدورة أيضا إيطاليا، مهد النهضة الأوروبية، عبر استحضار أوجه التشابه في الإرث التاريخي بين فاس وفلورنسا، وهما مدينتان ارتبطتا بعلاقات ثقافية وروحية عميقة.
وسيحظى الجمهور بعروض متميزة من التراث الإيطالي، أبرزها تقديم عمل موسيقي فريد بعنوان صلاة الغروب للسيدة العذراء للمؤلف الشهير مونتيفيردي، إلى جانب مقطوعات من الغناء الغريغوري متعدد الأصوات المنحدر من التراث الفرنسي الفلاماني، في تناغم يعكس الثراء الفني الأوروبي.
وفي معرض تقديمه لبرنامج هذه الدورة، أكد عبد الرفيع زويتن، رئيس مؤسسة روح فاس، أن المهرجان سيقدم تجربة استثنائية بفضل مشاركة فنانين عالميين وابتكار عروض موسيقية وسينوغرافية غير مسبوقة. واعتبر أن هذه الدورة تمثل رحلة روحية وفنية فريدة تنقل الجمهور عبر الأزمنة والثقافات بأسلوب يتجاوز العروض التقليدية.
وأوضح زويتن، خلال اللقاء الصحفي الذي عُقد في مدينة برشلونة شهر أبريل المنصرم، أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يسعى دائما إلى بناء فضاء للتلاقي بين الشعوب، حيث تتقاطع الإبداعات الموسيقية في حوار حضاري يثري الوعي الإنساني ويفتح آفاقا جديدة للفهم والتسامح.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا