يعد المخرج المغربي حسن بنجلون من أبرز الأسماء التي تميزت في الساحة الفنية المغربية خلال السنوات الأخيرة، حيث عرف بأسلوبه الإخراجي الفريد الذي يمزج بين العمق الثقافي والحس الفني الراقي. قدم بنجلون مجموعة من الأعمال التي نالت استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء، مما جعله يحجز مكانة مرموقة في عالم السينما والتلفزيون بالمغرب.
وفي تتويج جديد لمسيرته الحافلة، حصل حسن بنجلون على جائزة الإخراج عن فيلمه التلفزيوني “دمليج زهيرو” خلال حفل جوائز الدراما الرمضانية التي أقيمت بفندق صومعة حسان بالرباط. وقد مثل هذا الفوز اعترافا بموهبته وقدرته على تقديم أعمال فنية تحمل في طياتها التراث المغربي بشكل مميز وجذاب.
بعد تسلمه الجائزة، كشف بنجلون أن توظيف فن الملحون في فيلمه جاء نتيجة ارتباط شخصي وعائلي عميق بهذا الفن، حيث أن عمه يعد من كبار رواد الملحون في مدينة فاس. وأوضح أن هذا الارتباط ساعده في تقديم صورة صادقة وواقعية لهذا الفن المغربي الأصيل، الذي ظل يعبر عن روح وتراث العديد من المناطق بالمملكة.
اختيار مدينة فاس كموقع تصوير للعمل لم يكن عشوائيا، بل جاء نتيجة علاقة حميمة تربط المخرج بهذه المدينة العريقة، التي تتميز بطابعها التقليدي والتاريخي، مما يجعلها خلفية مناسبة جدا لفيلم يتناول فن الملحون ويحتفي به. بنجلون شدد على أن فاس ليست مجرد موقع تصوير فقط، بل هي قلب نابض لهذا الفن العريق الذي يعكس عمق الثقافة المغربية.
في حديثه عن فن الملحون، بين المخرج أن هذا الفن ينتشر في مناطق مختلفة من المغرب مثل مكناس ومراكش وأقصى الجنوب، لكنه أكد أن لمدينة فاس خصوصية مميزة في هذا المجال. وأشار إلى أن علاقته الشخصية مع الملحون في فاس جعلته يركز عليه بشكل خاص في الفيلم، ما أضفى للعمل طابعا فنيا وتراثيا غنيا.
كما نوه حسن بنجلون بدور عمه التامني الهاروشي، الذي يعتبر من أشهر رواد الملحون في فاس، في إلهامه وإثرائه لهذا الجانب من الفيلم. وأكد أن حضور شخصية بهذا الحجم من العائلة أعطى العمل عمقا إضافيا، وأكسبه مصداقية في نقل صورة الملحون بكل أبعادها الفنية والثقافية.
بهذا الجمع بين التراث العائلي والمدينة الغنية بالثقافة، نجح حسن بنجلون في تقديم فيلم “دمليج زهيرو” كعمل فني متكامل، يعكس التراث المغربي ويحتفي بفن الملحون في أبهى صوره، ويمنح المشاهد فرصة لاكتشاف هذا الفن الأصيل في قلب مدينة فاس العريقة.
1
2
3