واجهت الفنانة والبرلمانية المغربية فاطمة خير عاصفة من الانتقادات اللاذعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث جاءت هذه الردود بعد تصريحات أدلت بها خلال مشاركتها في لقاء تواصلي لحزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة الداخلة. وقد أعربت من خلال هذه التصريحات عن اعتزازها الكبير بالانضمام إلى هذا الحزب الذي وصفته بـ”العريق”، وهو ما أثار غضب شريحة واسعة من المتابعين الذين رأوا في حديثها انحيازا سياسيا أثار استفزازهم.
وفي سياق ذات المناسبة الحزبية التي حضرتها خير بمدينة الداخلة، شددت الممثلة على فخرها واعتزازها بالانتماء إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، معتبرة إياه حزبا صاحب تاريخ حافل بالمواقف الوطنية وبرجالاته المعروفين بالكفاءة والنزاهة. ولم تكتفِ بذلك، بل أبدت كذلك إعجابها بطريقة تواصل رئيس الحزب عزيز أخنوش مع المنتخبين، واصفة إياه بالقادر على خلق قنوات تواصل فعالة بين القيادات الحزبية والقواعد الشعبية.
لكن هذه التصريحات قوبلت بردود فعل متباينة على صفحات الفيسبوك وتويتر وإنستغرام، حيث سارع العديد من النشطاء إلى مهاجمة الممثلة فاطمة خير، منتقدين تركيزها المفرط على مدح الحزب ورئيسه، في وقت يعاني فيه المواطنون من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة. وقد ذهب البعض إلى اعتبار ما قامت به الممثلة أقرب إلى أداء تمثيلي على غرار أدوارها الفنية في المسلسلات الدرامية، في إشارة واضحة إلى أن كلمتها اتسمت بالمبالغة والابتعاد عن هموم المواطن العادي.
وعلى ضوء هذا الجدل الذي رافق مداخلتها، استحضر عدد من المتابعين مسار فاطمة خير السياسي، حيث تمكنت خلال الانتخابات البرلمانية لسنة 2021 من الظفر بمقعد برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، لتكون بذلك أول فنانة مغربية تدخل قبة البرلمان. وقد واصلت صعودها داخل الحزب إلى أن تم انتخابها لاحقا كعضو بالمكتب السياسي، مما جعلها في واجهة المشهد السياسي إلى جانب انتمائها للمجال الفني.
وقد أثارت هذه الخطوة جدلا واسعا منذ البداية بين من يرى في انخراط الفنانين في السياسة ظاهرة صحية تعزز انفتاح المؤسسات السياسية على فئات جديدة، وبين من ينتقد هذا التداخل بين الفن والسياسة، ويعتبره محاولة للبحث عن مصالح شخصية على حساب قضايا الشعب. وفي خضم هذا الجدل، استمرت فاطمة خير في التعبير عن مواقفها الحزبية بشكل علني، مما جعلها تحت الأضواء وفي مرمى الانتقادات بشكل متكرر.
1
2
3