انضمام الكاتبة المغربية ليلى سليماني إلى لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 78

تم اختيار الكاتبة والروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني لتكون جزءًا من لجنة تحكيم مهرجان “كان” السينمائي في دورته الـ 78، والتي ستُعقد في الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025. هذا القرار يعكس مكانتها المميزة في الساحة الثقافية والأدبية، ويعزز دورها المتنامي في مجال الفن. انضمامها إلى اللجنة يعكس تنوع المشاركين في المهرجان، إذ ستشارك إلى جانب نخبة من كبار النجوم والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

تترأس لجنة التحكيم لهذا العام الممثلة الفرنسية الشهيرة جولييت بينوش، والتي تعد من أبرز الأسماء في السينما العالمية. وتضم اللجنة أيضًا مجموعة من الشخصيات البارزة في الفن السابع، من بينهم الممثلة والمخرجة الأمريكية هالي بيري، والمخرجة الهندية بايال كاباديا، والممثلة الإيطالية ألبا رورفاكر. كما يشهد المهرجان حضور مخرجين بارعين مثل ديودو حمادي من الكونغو، وهونغ سانغسو من كوريا الجنوبية، وكارلوس ريغاداس من المكسيك. بالإضافة إلى الممثل الأمريكي جيريمي سترونغ، الذي سيجلب لمسة مختلفة إلى مشهد تحكيم المهرجان.

تتمثل مسؤولية لجنة التحكيم في اختيار الفيلم الفائز بجائزة “السعفة الذهبية” من بين 21 فيلمًا مرشحًا في المسابقة الرسمية لهذا العام. سيتعين على أعضاء اللجنة تقييم الأفلام بعناية وتحديد الفائز الذي سيخلف فيلم “أنورا” للمخرج شون بيكر، الذي فاز بهذه الجائزة في دورة 2024. تُعد السعفة الذهبية واحدة من أبرز الجوائز السينمائية في العالم، ما يجعل مهمة اللجنة في غاية الأهمية.

ليلى سليماني، التي بدأت مسيرتها الأدبية عام 2014 بروايتها “حديقة الغول”، سرعان ما فرضت نفسها كواحدة من أبرز الأصوات الأدبية الفرنكوفونية. وفي عام 2016، حصلت على جائزة الغونكور الشهيرة عن روايتها “أغنية هادئة”، ما جعلها واحدة من أكثر الكتاب تأثيرًا في الأدب المعاصر. ومنذ ذلك الحين، أصدرت العديد من الأعمال الأدبية الناجحة مثل “في بلد الآخرين”، و”راقبونا نرقص”، و”سأحمل النار معي”، التي لاقت استحسانًا كبيرًا من النقاد.

سليماني لم تقتصر إبداعاتها على الأدب فحسب، بل قدمت أيضًا إسهامات كبيرة في المجالات الثقافية الأخرى، حيث حصلت على جائزة سيمون دي بوفوار في عام 2020، تقديرًا لمساهماتها في الأدب النسائي والفرنكوفوني. وفي خطوة أخرى تدل على تأثيرها الواسع، شاركت الكاتبة في كتابة نص حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لعام 2024، مما يعكس تطور مكانتها في الساحة الثقافية العالمية.

انضمام ليلى سليماني إلى لجنة تحكيم مهرجان “كان” السينمائي هو علامة فارقة في مسيرتها، وهو أيضًا تعبير عن تكريم عالمي للمبدعين من أصول مغربية. يعتبر مهرجان “كان” منصة مرموقة تعرض أفضل الأعمال السينمائية من جميع أنحاء العالم، وما يضفي على هذه الدورة مزيدًا من التألق هو التنوع الذي تشهده لجنة التحكيم هذا العام.