في حدث فريد من نوعه، تمكّن الحلواني المغربي يوسف الكاتو من تحطيم الرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن طريق تحضير أطول كعكة فراولة (فريزييه) في العالم. الحدث وقع في فرنسا وتحديدا في مدينة أرجونتاي القريبة من باريس، حيث تمكنت هذه الكعكة التي يبلغ طولها 121.88 مترًا من تحطيم الرقم القياسي السابق الذي كانت تحتفظ به إيطاليا منذ عام 2019.
تُعد هذه الكعكة الضخمة تجسيداً حقيقياً للإبداع والجهد الجماعي، حيث تم استخدام نحو 350 كيلوغراماً من الفراولة، و150 كيلوغراماً من السكر، و415 كيلوغراماً من الكريمة، بالإضافة إلى 4,000 بيضة. وقد كانت هذه المواد بمثابة المكونات الرئيسية التي ساهمت في تشكيل هذا الإنجاز الرائع الذي جذب إليه حشوداً كبيرة من سكان المدينة.
1
2
3
تجهيز الكعكة والتحديات التقنية التي واجهت الفريق
تم التحضير لهذا الحدث في مخبز “Maison Héloïse” الذي يقع في مدينة أرجونتاي. فكرة تحضير هذه الكعكة العجيبة لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت نتاج شغف الحلواني يوسف الكاتو بموسوعة غينيس منذ صغره، ورغبته في وضع اسمه في سجل الأرقام القياسية. في سبيل تحقيق هذا الهدف، تم تجنيد فريق من حوالي عشرين حلوانياً من مختلف الأماكن، وبدأ التحضير لهذه الكعكة العملاقة في مختبرات المخبز.
استغرق العمل على هذه الكعكة حوالي أسبوع كامل، وكان الجزء الأصعب هو تحضير الكريم والبسكويت باستخدام خلطات ضخمة، كما تتطلب الكعكة تسخين الوعاء بواسطة مشاعل كبيرة حتى تتمكن من تحضير الكريمة بشكل مناسب. ومن ثم، تمت عملية تركيب الكعكة على حلبة التزلج، حيث تم تجهيزها في الليل وواصل العمل فيها طوال اليوم التالي.
الرقم القياسي وتوثيقه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية
اللحظة الحاسمة في هذا الحدث كانت عندما تم توثيق الكعكة عبر محكمين تابعين لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث تم التأكد من أن الكعكة تلبي جميع الشروط المطلوبة. كان من الضروري أن يكون عرض الكعكة وارتفاعها لا يقل عن ثمانية سنتيمترات وأن تكون قطعة واحدة متصلة دون أي انقطاع. ومن ثم تم التصديق على الرقم القياسي الجديد الذي أصبح يحق لفرنسا الاحتفاظ به، بعد أن كانت إيطاليا قد تمكنت من تحطيم الرقم القياسي في عام 2019.
هذه اللحظة لم تكن مجرد انتصار للأفران الفرنسية أو للفرنسيين بشكل عام، بل كانت أيضاً تكريماً لحرفية الحلواني المغربي يوسف الكاتو الذي استطاع تحقيق هذا الإنجاز الكبير باستخدام أساليب تقليدية حديثة.
الحفل والمشاركة الجماهيرية في الحدث
تم عرض الكعكة العملاقة على طاولات طويلة على حلبة التزلج في أرجونتاي، مما جعل هذا الحدث مناسبة مميزة تجمع بين تذوق الحلوى وتحقيق الأرقام القياسية. الحفل الذي تزامن مع توثيق الرقم القياسي في موسوعة غينيس شهد حضور العديد من السكان المحليين الذين أبدوا حماستهم لمشاهدة هذا الحدث الفريد من نوعه.
تُظهر هذه الفعالية قدرة فرنسا على التفوق في مجال الطهي والحلويات، بالإضافة إلى ما يمثل هذا الإنجاز من تكريم للعديد من الحرفيين والمبدعين الذين يسعون لتحقيق التميز في مجالاتهم.
التحديات التي مرت بها العملية وأثرها على صناعة الحلويات
بجانب التحديات التقنية التي واجهها الفريق أثناء التحضير، كان هناك العديد من الصعوبات الأخرى التي تتعلق بتنسيق العمل الجماعي. كانت المسألة تتطلب تحضيرات دقيقة، حيث كانت الكعكة الكبيرة بحاجة إلى تكامل وتنظيم دقيق من قبل الجميع لضمان عدم تدهور أو تفكك أي جزء منها.
رغم هذه الصعوبات، تمكن الفريق بفضل الجهد الجماعي والعزيمة من النجاح في تحقيق الهدف، مما يعكس أهمية التعاون والتنظيم في إنجاز المشاريع الضخمة. من جهة أخرى، فإن هذا النجاح قد يكون له تأثير إيجابي على صناعة الحلويات في فرنسا وربما في دول أخرى، إذ يسلط الضوء على الإمكانيات الكبيرة التي يمكن أن تتحقق عندما يجتمع الحرفيون مع الابتكار.
الدور الذي لعبته التقنيات الحديثة في تحسين النتائج
بينما تمسك الحلواني يوسف الكاتو بالأساليب التقليدية في تحضير الكعكة، إلا أن التقنيات الحديثة لعبت دورًا هامًا في تسهيل بعض جوانب العمل. خاصة فيما يتعلق بالتجهيزات والمعدات التي تم استخدامها لتحضير الكعكة في الحجم الضخم هذا، مثل خلطات الكريم والبسكويت التي كانت تحتاج إلى أدوات متطورة لضمان الجودة المطلوبة.
بذلك، تبرز أهمية دمج الأساليب التقليدية مع التقنيات الحديثة لتحقيق نتائج مبهرة، وهو ما أكده هذا الإنجاز الكبير.