في لحظة انتظرها جمهورها طويلاً، عادت الفنانة المغربية رجوى الساهلي إلى الساحة الإعلامية والفنية بعد غياب دام لأشهر طويلة، حيث قررت أن تطل مجددًا من خلال عمل سينمائي جديد يحمل عنوان “الممثلة”. وقد شكل هذا الفيلم نقطة تحول واضحة في مسيرتها الفنية، إذ اختارت رجوى أن تخرج عن صمتها عبر أداء تمثيلي ناضج، أكدت من خلاله استعدادها للعودة القوية بعد فترة من الانقطاع والاختفاء عن الأضواء.
1
2
3
وقد واكبت هذه العودة ظهورًا مؤثرًا لها على حسابها الشخصي بموقع “إنستغرام”، حيث خاطبت جمهورها برسالة دافئة ومليئة بالشكر والامتنان. هذا التواصل لم يكن مجرد تفاعل عابر، بل كان تعبيرًا صادقًا عن ارتباطها العاطفي بمعجبيها، الذين لم يتوقفوا عن دعمها طيلة فترة غيابها. وقد تفاعلت مع هذا الدعم بإحساس كبير، وأعربت عن تأثرها برسائل المحبة التي توصلت بها طيلة الشهور الماضية.
جاء في الرسالة التي نشرتها: “شكرا على رسائلكم النابعة من القلب، كل يوم كنتوصل بهم، شكرا لأي واحد كلف نفسه وسول فيا، جزاكم الله بكل خير”، لتضيف بعدها: “اللي دزت منه أو اللي باقا كندوز منه صعيب بزاف.. وغاتعرفو كلشي في الوقت المناسب وبالتفصيل، فقط مسألة وقت”. وقد عكست هذه الكلمات صدق مشاعرها وعمق التجربة التي مرت بها، والتي أثرت على حياتها المهنية والشخصية.
بعيدًا عن الأضواء والكاميرات، كانت رجوى الساهلي تمر بمرحلة صعبة امتزجت فيها التحديات النفسية والضغوطات المالية، ما جعلها تقرر قبل حوالي عشرة أشهر الانسحاب المؤقت من المشهد العام. كان هدفها من هذا القرار التفرغ لحياتها العائلية، وخاصة لأطفالها، والتقاط أنفاسها بعيدًا عن ضغط الشهرة وتوترات الوسط الفني. وقد لقي هذا القرار تفهمًا كبيرًا من جمهورها، الذي بقي مخلصًا في متابعته لها رغم الغياب الطويل.
اختيارها لفيلم “الممثلة” كوسيلة للعودة لم يكن عبثيًا، بل كان قرارًا مدروسًا يعكس رغبتها في التعبير عن تجربتها بأسلوب فني راقٍ. الدور الذي جسدته في الفيلم حمل أبعادًا إنسانية عميقة، مكنها من إفراغ شحنات نفسية متراكمة وتحويلها إلى طاقة فنية مؤثرة. وقد تمكنت من إيصال مشاعرها للمشاهدين بصدق، ما جعل الفيلم يلقى تفاعلًا إيجابيًا كبيرًا ويعيد لها مكانتها في قلوب متابعيها.
لقد عبّر عدد من النقاد عن إعجابهم بطريقة أدائها في هذا العمل، معتبرين أنها قدمت صورة ناضجة لفنانة تمر من مرحلة التحول والنمو الداخلي. كما رأى البعض أن مشاركتها في “الممثلة” لم تكن مجرد تمثيل لدور معين، بل كانت تجسيدًا صادقًا لحياة امرأة قوية، مرت بتجارب مؤلمة وعادت منها أكثر إصرارًا على النجاح. وهذا ما جعل من الفيلم وسيلتها الحقيقية للتصالح مع نفسها والجمهور في آن واحد.
تُعرف رجوى الساهلي بعفويتها وصراحتها في التواصل مع الجمهور، وقد أكدت من خلال عودتها الأخيرة أنها لا تزال وفية لمبادئها الفنية والإنسانية. فهي لا تسعى فقط إلى تقديم أدوار تمثيلية بل تحرص على أن تعكس من خلالها واقعها وتجاربها بطريقة توصل الرسائل التي تؤمن بها. وقد برهنت من جديد أنها فنانة صاحبة موقف، قادرة على التأثير والتواصل بصدق مع محيطها الفني والإنساني.
ومع هذا الظهور المختلف، يبدو أن رجوى الساهلي بصدد بداية فصل جديد في مسيرتها، فصل سيجمع بين النضج الفني والوعي الإنساني، وهي مؤهلة لأن تقدم خلاله مشاريع نوعية تعكس عمق شخصيتها وتطورها. كما أن جمهورها الذي رافقها بإخلاص ينتظر منها المزيد من الإبداع، مؤمنًا بأن ما هو قادم سيحمل معه الكثير من التألق والتجديد.


