في خطوة جديدة تهدف إلى دمج التاريخ والتراث المغربي بأسلوب عصري، أطلق الباحث محمد نبيل ملين وصانع المحتوى مصطفى الفكاك الشهير بـ”سوينغا”، سلسلة رسوم متحركة تحت اسم “بصمة التراث”. هذه السلسلة، التي تعرض على منصة يوتيوب، تمثل أول تجربة من نوعها تعنى بإحياء التراث المغربي وتقديمه بطريقة مبتكرة تجمع بين الدقة العلمية والسرد المشوق، في محاولة لجذب جمهور واسع من مختلف الأعمار.
وتعود فكرة “بصمة التراث” إلى رؤية ملين، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي، الذي يؤمن بأن التاريخ ليس حكرًا على النخب فقط بل يجب أن يكون في متناول الجميع. من هنا جاء التعاون مع “سوينغا” لصناعة سلسلة تمزج بين الجوانب الأكاديمية العميقة والتقنيات الحديثة في السرد البصري، مما يمنحها طابعًا مميزًا يجعلها قابلة للفهم والاستمتاع من قبل جميع المشاهدين.
تتطرق السلسلة في حلقاتها، التي تعرض كل يوم جمعة خلال شهر رمضان، إلى مواضيع متنوعة من تاريخ المغرب، حيث بدأت أولى حلقاتها بالتطرق إلى “تينمل”، القلعة الجبلية التي شهدت ميلاد الدولة الموحدية ودورها السياسي والديني والعسكري في تشكيل معالم المغرب الحديث. تجسد الحلقات أحداثًا تاريخية مهمة ولكن بطريقة مبتكرة تجعلها تنبض بالحياة بطريقة حديثة وسهلة الاستيعاب.
سيستمر عرض حلقات السلسلة في تناول موضوعات أخرى لم يتم تقديمها بشكل شامل أو مفصل من قبل. تهدف هذه الحلقات إلى الكشف عن جوانب جديدة من التراث المغربي لم تروى بعد بالطريقة التي تستحقها. هذا النوع من السرد يهدف إلى الحفاظ على التشويق ليتمكن من جذب المشاهدين وتحفيز فضولهم لاكتشاف المزيد من تاريخ وثقافة المغرب. بفضل هذا التنوع، يضمن القائمون على المشروع أن السلسلة ستظل ممتعة وثرية بالمعلومات القيمة في كل حلقة جديدة.
من خلال “بصمة التراث”، يسعى القائمون على السلسلة إلى تقديم إضافة مميزة للحقل الثقافي المغربي، حيث أن المشروع لا يقتصر فقط على عرض محتوى تاريخي بل يحاول أيضًا ترسيخ السيادة السردية، التي تتيح للشعب المغربي حق رواية ماضيه بالطريقة التي يراها مناسبة. يربط هذا العمل بين الماضي والحاضر، مما يساعد على تشكيل رؤية جديدة للمستقبل.
في النهاية، تسعى السلسلة إلى تحقيق أهداف ثقافية عميقة، منها تحفيز الأجيال الجديدة على الاهتمام بتاريخهم الوطني وتراثهم الثقافي.
1
2
3