في لقاء خاص، فتح الفنان المغربي عبد اللطيف طهور قلبه ليتحدث عن جوانب مختلفة من حياته الفنية والشخصية. فقد كشف لأول مرة عن معاناته مع مرض ابنته الصغرى وتأثيرها العميق على حياته، إلى جانب بداياته الفنية التي بدأت مع حبه لكرة القدم. ورغم أن كرة القدم كانت شغفه الأول في صغره، إلا أن طهور سرعان ما اكتشف موهبته في المسرح والغناء، وهو المجال الذي اختار أن يواصل فيه مسيرته الفنية.
نشأ طهور في حي “رياض الزيتون” بمراكش، وهو الحي الذي كان يشهد نشاطًا فنيًا مميزًا. فقد كان يلتقي بالكثير من الفنانين الكبار مثل عبد الجبار الوزير، عبد الله فركوس وبلقاس، الذين شكلوا مصدر إلهام له. كان يزور النادي الذي يجتمع فيه هؤلاء الفنانين، حيث كان يستفيد من تجاربهم الفنية ويكرر المشاهد المسرحية التي يتعلمها منهم. من خلال هذه التجارب، اكتشف طهور موهبته وبدأ خطواته الأولى في مجال الفن والموسيقى.
ولكن رغم النجاح الذي حققه في عالم الفن، لم يكن طهور بعيدًا عن الألم الشخصي. فقد مر بتجربة قاسية عندما أصيبت ابنته الصغرى بمرض خطير، وهو ما شكل أزمة عاطفية شديدة له. ورغم معاناته النفسية والجسدية، قرر طهور أن يبقي هذه الأزمة في سرية تامة لمدة عام كامل. فقد كان يرافق ابنته في المستشفى في كل الأوقات، وفي نفس الوقت كان يواصل عمله في السهرات الغنائية والأعراس، محاولاً أن يظل حاضراً في حياة جمهوره دون أن يشعرهم بحزنه الداخلي.
هذه المحنة الصعبة التي مر بها طهور كانت بمثابة اختبار كبير، لكنه استخدم الصبر كأداة لتجاوزها. فبدلاً من الاستسلام للألم، قرر أن يظل قويًا ويواصل حياته، معتقدًا أن ما حدث كان امتحانًا من الله. ورغم الألم الذي كان يشعر به داخليًا، فقد اعتبر وفاة ابنته أمانة أخذها الله منه بعدما أتم فيها ما أراد. هذا الفهم العميق للموت والحياة ساعد طهور على تقبل ما مر به واستمرار مسيرته الفنية رغم الصدمة التي تعرض لها.
1
2
3