المسلسل المغربي “جرح قديم” يثير التشويق بقصته العميقة وأداء أبطاله المتقن

حقق المسلسل المغربي “جرح قديم” نجاحًا لافتًا منذ عرضه، حيث استطاع أن يجذب المشاهدين بأحداثه المشوقة وأسراره العميقة التي تتكشف تدريجيًا، ليحمل الجمهور في رحلة درامية تمتزج فيها الإثارة بالعاطفة، مدعومًا بأداء استثنائي من أبطاله الذين أضفوا طابعًا واقعيًا على شخصياتهم.
ويقدم هذا العمل حبكة درامية مشوقة تتمحور حول صراعات الماضي وانعكاسها على الحاضر، حيث تتصاعد الأحداث بشكل تدريجي لتكشف عن قضايا إنسانية معقدة تتعلق بالعدالة والانتقام والمصالحة مع الذات، مما يضع الشخصيات في مواجهات حاسمة تجبرها على إعادة النظر في قراراتها السابقة، وهو ما يمنح العمل بعدًا دراميًا عميقًا يجمع بين التشويق والإثارة.
وتدور القصة حول شخصيات تعيش صراعات نفسية واجتماعية متشابكة، حيث تتداخل الأحداث القديمة بالحاضر في مشاهد مشحونة بالعواطف والمفاجآت غير المتوقعة، مما يزيد من جرعة الترقب لدى المشاهدين، الذين يجدون أنفسهم أمام أسئلة معقدة عن الحقيقة والخداع وعن أثر الجروح القديمة التي ترفض الاندثار رغم مرور الزمن.
وقد أبدع نجوم المسلسل في تجسيد أدوارهم ببراعة، حيث قدمت نادية آيت أداءً قويًا يعكس أبعاد شخصيتها المركبة، بينما نجح عزيز داداس في إبراز الجانب النفسي العميق لدوره، وأضفت ماجدولين الإدريسي وزهيرة صديق مزيدًا من الواقعية على الأحداث بأدائهما المتقن، ليشكلوا جميعًا فريقًا دراميًا متكاملًا استطاع أن ينقل للمشاهدين تجربة غنية بالمشاعر والتوتر.
ولم يكن نجاح “جرح قديم” مجرد مصادفة، بل هو ثمرة عمل متقن جمع بين سيناريو محكم يعكس قضايا واقعية تلامس المجتمع، ورؤية إخراجية دقيقة نجحت في تقديم القصة بأسلوب مشوق بعيد عن النمطية، مما جعله يحظى بإشادة واسعة سواء من الجمهور أو النقاد، الذين رأوا فيه نموذجًا متطورًا للدراما المغربية القادرة على منافسة أرقى الإنتاجات العربية والدولية.