في ظل تزايد الجدل حول التهميش الذي يعاني منه عدد من الفنانين المغاربة، دعا الممثل عبد الفتاح جوادي إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان. هذا الممثل المعروف بمواقفه الجريئة في الوسط الفني، عبر عن استيائه من التهميش الذي يطال مجموعة من الفنانين المغاربة الذين تم إقصاؤهم من المشاركة في الأعمال الفنية الحديثة. وقد وجه دعوته بشكل مباشر إلى الفنانين الذين يواجهون نفس الوضع، مطالبًا إياهم بالتحرك السريع من أجل التعبير عن رفضهم لهذه الممارسات التي يرون فيها إجحافًا بحقهم.
دعا جوادي إلى وقفة احتجاجية تجمع الفنانين المغاربة الذين تم تهميشهم، وذلك للوقوف ضد سيطرة بعض المنتجين والمخرجين على المشهد الفني، خاصة في فترات مهمة مثل شهر رمضان. وقد صرح بأن هذه الهيمنة تضر بمجموعة من المواهب الفنية التي تظل بعيدة عن الأضواء رغم كفاءاتها وقدرتها على تقديم أداء مميز. كما أشار إلى أن هذه الممارسات تساهم في تهميش الأجيال الجديدة من الممثلين الذين يعانون من قلة الفرص في العمل الفني.
تعتبر قضية احتكار بعض الفنانين للشاشة الصغيرة موضوعًا حساسًا في الوسط الفني المغربي، حيث يثير الجدل بشكل مستمر. فقد تم انتقاد ظاهرة الاعتماد على نفس الوجوه في الأعمال الرمضانية، ما يزعج الكثير من المشاهدين المغاربة الذين باتوا يتساءلون عن أسباب تكرار نفس الأسماء في كل سنة. واعتبر بعض النقاد أن هذه الظاهرة تضر بنوعية الأعمال الفنية، وتقلل من فرص ظهور مواهب جديدة، ما يعكس خللاً في نظام الإنتاج الفني في المغرب.
وقد أضاف المهتمون بالشأن الفني أن القنوات الوطنية تحرص على تقديم مجموعة من الإنتاجات الرمضانية التي تعد عنصراً أساسياً في جذب المشاهدين خلال الشهر الفضيل. ومع ذلك، فقد أثارت بعض هذه الأعمال جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم انتقاد محتوى بعض الأعمال وأداء بعض الممثلين. في هذا السياق، يتساءل العديد من المتابعين عن السبب في هذا التكرار المستمر للوجوه الفنية ذاتها، سواء في التمثيل أو في كتابة السيناريوهات.
يبدو أن هذه القضية تتعلق بأبعاد أعمق من مجرد الظهور على الشاشة الصغيرة، حيث تتداخل معها عوامل تجارية وسياسية تؤثر في اختيار الممثلين والمحتوى. العديد من النقاد يرون أن هذا الاحتكار ليس فقط تقليلاً من تنوع الأعمال الفنية، بل يساهم في ترسيخ نمط معين لا يعكس الواقع الاجتماعي المتعدد للمجتمع المغربي. لذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة حول إمكانية تغيير هذا الوضع في المستقبل القريب.
تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعي أصبحت منبرًا رئيسيًا للتعبير عن مواقف الفنانين والجمهور على حد سواء. فقد نشر العديد من الفنانين الذين يعانون من التهميش آراءهم وانتقاداتهم عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام، في محاولة منهم لفت الانتباه إلى معاناتهم. هذا التفاعل ساعد في إثارة الوعي حول هذه القضية، والتي قد تشهد تطورات في المستقبل القريب من خلال محاولات لتغيير الواقع الفني في المغرب.
1
2
3