فيلم “طريق الليسي” يتصدر المشاهدات على يوتيوب ويأخذ المشاهد في رحلة إلى ذكريات التسعينات

حقق فيلم “طريق الليسي” للمخرج داني يوسف والسيناريست فاتن اليوسفي نجاحًا لافتًا في وقت قصير، حيث تجاوزت مشاهداته على يوتيوب المليون في يومين فقط. هذه الأرقام الكبيرة تشير بوضوح إلى الاهتمام الكبير الذي لاقاه الفيلم من جمهور المنصات الرقمية. وقد استطاع العمل الفني أن يعيد للذاكرة أجواء التسعينات من خلال قصة حب مؤثرة، وهو ما أكسبه المزيد من المشاهدات والإعجاب. ينتقل الفيلم من خلال شخصياته وحبكته القصصية إلى زمن مميز في حياة جيل قديم، مما يعكس قدرة العمل على تلبية رغبة الجمهور في العودة إلى الماضي.
تتناول أحداث الفيلم قصة حب بين “فريد” و”أمينة”، اللذين نشآ في نفس الحي وعاشا بالقرب من بعضهما البعض. في تلك الحقبة، قبل أن تنتشر الأجهزة الإلكترونية الحديثة، كانت العلاقات الإنسانية والتواصل الاجتماعي في أبهى صورها. من خلال قصة الحب هذه، يُعيد الفيلم تصوير الحياة البسيطة والنقية التي سادت في التسعينات، ويستعرض التفاصيل اليومية التي كانت جزءًا من حياة الناس في ذلك الوقت. هذه العودة إلى الماضي تمنح الفيلم نكهة خاصة تعزز من مشاعر الحنين لدى المشاهدين الذين عاشوا تلك الفترة.
يتميز فيلم “طريق الليسي” بمشاركة مجموعة من ألمع نجوم الشاشة المغربية الذين أضفوا على الفيلم طابعًا مميزًا وأداءً فنيًا رائعًا. من بين هؤلاء النجوم، ياسين أحجام، السعدية أزكون، ربيع الصقلي، حنان الخضر، ساندية أبو تاج الدين، وهشام بهلول، إلى جانب عدد من الفنانين الذين قدموا أدوارًا داعمة أضافت بعدًا آخر للفيلم. التعاون بين هؤلاء النجوم، الذي امتاز بالتناغم، أسهم في جعل الفيلم أكثر تميزًا وواقعية في تصوير قصة الحب.
الفيلم يسلط الضوء أيضًا على التغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية والتكنولوجية في تلك الفترة، مقدما لنا نظرة فاحصة على كيفية تأثير هذه التغيرات على العلاقات الشخصية. يجسد “طريق الليسي” عبر قصته وصوره الثابتة هذه التحديات التي مر بها جيل التسعينات، ويعرض تأثير هذه البيئة في تشكيل رؤيتهم للعلاقات الاجتماعية. يتناول العمل بكل دقة تفاصيل حياة الشارع، والأماكن التي كانت تمثل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية للجيل الذي عاش في تلك الحقبة.
من خلال إعادة تقديم حقبة التسعينات بهذه الطريقة، يؤكد فيلم “طريق الليسي” على قدرة الفن في توثيق ذكريات الأجيال السابقة وإعادة استحضارها بأسلوب يواكب العصر. لا يقتصر الفيلم على تقديم قصة حب فحسب، بل يشمل أيضًا تأثير الأوقات التي مر بها أبطال القصة في جوانب مختلفة من حياتهم. تقدم لنا هذه اللحظات التاريخية لمحة عن التغيير الذي أحدثه التقدم التكنولوجي في حياة الأفراد والمجتمعات.