في خطوة مفاجئة، أعلنت المغنية المغربية زينب أسامة عن إصابتها بانزلاق غضروفي في منطقة العنق بسبب سوء استخدامها للهاتف المحمول، بالإضافة إلى الوضعيات الخاطئة التي تتبعها أثناء الجلوس لفترات طويلة. هذا الخبر أثار قلقاً بين متابعيها خصوصاً مع تزايد الإصابة بهذه المشكلة بين فئة الشباب الذين يعتمدون بشكل كبير على الأجهزة التكنولوجية مثل الهواتف الذكية والكمبيوتر.
مما لا شك فيه أن الأجهزة التكنولوجية قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تزايد استخدامها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. لكن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة واستخدامها في وضعيات غير صحيحة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، منها إصابات في العمود الفقري، خاصة في منطقة العنق. فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الانزلاق الغضروفي للرقبة أصبح من المشاكل الشائعة بين الشباب، بعدما كانت هذه الحالات أكثر انتشارًا بين الفئات العمرية الأكبر سناً. ويعود السبب في ذلك إلى الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غير صحيحة أثناء استخدام الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر، مما يؤدي إلى ضغط غير طبيعي على فقرات العنق.
من أبرز أسباب هذه المشكلة هو الوضع الذي يتبعه العديد من الأشخاص أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، حيث يميل الكثير منهم إلى الانحناء بشكل مفرط نحو الأمام أو طي الرقبة، ما يتسبب في ضغط مستمر على الأقراص الغضروفية في العمود الفقري. وهو أمر قد يضر بالأربطة والفقرات التي تدعم الرقبة والعمود الفقري. وقد يكون هذا الوضع أيضًا شائعًا أثناء ممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل غير صحيح، ما يعرض الشخص للإصابة بشكل أكبر. فعندما يكون هناك ضغط مفرط على منطقة الرقبة، فإن ذلك قد يؤدي إلى انزلاق في الأقراص الغضروفية بين الفقرات العنقية، وهو ما يعرف بالانزلاق الغضروفي.
من الأعراض التي تميز هذا المرض هي الشعور بآلام شديدة في منطقة الرقبة، قد تمتد إلى الكتف والذراعين، وفي بعض الحالات تصل إلى الإصبع. يشعر المريض أحياناً بتنميل في الأصابع أو اليد، وهذه الأعراض قد تكون مؤلمة بشكل كبير. في الحالات المتقدمة، قد يشعر المصاب بصعوبة في تحريك اليدين والأرجل، حيث أن الانزلاق الغضروفي يضغط على النخاع الشوكي في بعض الحالات، مما يؤدي إلى مشكلات أكثر تعقيدًا مثل صعوبة في المشي. لذلك، يعد هذا المرض من الأمراض المؤلمة والمعوقة للحركة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.
علاج الانزلاق الغضروفي للرقبة يتطلب متابعة طبية دقيقة، حيث يمكن أن يبدأ العلاج باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي لتخفيف الآلام وتحسين الحركة. في بعض الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج الطبي التقليدي، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي. ولكن الأطباء يوصون دائمًا بالوقاية من هذه الإصابة من خلال تجنب الوضعيات الخاطئة أثناء استخدام الأجهزة التكنولوجية، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الوزن الزائد الذي قد يزيد الضغط على الفقرات العنقية. فالعناية بالوضعيات الجسدية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة العمود الفقري وتفادي مشاكل الانزلاق الغضروفي.
إلى جانب ذلك، فإن تبني أسلوب حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية المناسبة وتقوية العضلات في منطقة الرقبة والظهر يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل احتمالية الإصابة بمشاكل العمود الفقري. الحفاظ على توازن الوزن وتجنب السمنة من الأمور التي يجب أن تكون على رأس أولويات كل شخص، خاصةً لمن يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بشكل مفرط.
1
2
3

